مقال

القلق الإيجابي

د/عبير منطاش

عندما يذكر القلق أول ما يتبادر للذهن هو الجانب السلبي للمفهوم نفسه وهذا هو الشائع بين الناس.

من المعروف لنا جميعا أن القلق له آثار سلبية سواء
نفسية أم جسمانية قد تصل لحد الأمراض المزمنة٠

لكن من منا لايقلق، فهذا أمر طبيعي ولكن أن يستمر
القلق أيام وشهور أو سنين، فهذا مالاتحمد عقباه٠

يقول العقاد(إن مقدار تقدم الأمم يقاس بمقدار ما تعانيه من القلق) المقصود هنا هو القلق الوجودي٠

هو قلق(أكون أو لا أكون)وهو شرط أساسي للصحة
النفسية؛ لأنه قلق محفز للنفس ومؤشر إيجابي لتوجيه
النفس نحو الهدف٠

ويدفع الفرد للنمو الشخصي الإجتماعي والإنجاز وتحقيق الغايات الإيجابية …ذلك هو الفرق بين القلق
الخبيث والقلق الحميد٠

القلق الخبيث:
هو شعور يؤثر سلبا على الصحة النفسية والعقلية من علاماته: تسارع ضربات القلب، مشكلات في الجهاز الهضمي، قلة النوم وعدم الراحة٠

وفقدان التوازن، التعرض للإضطرابات والأمراض
ويزيد من مشاعر العجز والإحباط، واليأس، الغضب،
العنف، العدوانية، رفض الذات٠

أما القلق الحميد:
يحدث عندما يكون المرء في طريقه إلى شيء ما لم يبلغه بعد، وفي عقله يقول:” أستطيع أن أصل إلى هناك.

هذا التحدي يثيرني، بدلًا من أن يقول: يصعب علي هذا، ويخيفني هذا التحدي”.

وهنا يصبح القلق حميد أو بمعنى أصح”قلق إيجابي”
يساعد على تفريغ الكبت، الطاقات٠

مثال عليه أيضا(قلق الأم على أبنها حين يتأخر، قلق
الإنسان على وظيفته، قلق الطالب على نتيجة الامتحان، قلق التاجر على تجارته….وغيرها من الأمور.

لذلك أحرص وحافظ على إيجابيتك فهى سلاحك
ضد القلق السلبي، أنظر للجانب المضيء.

بدلا من أن تملأ رأسك بالأفكار السوداء، أختار أن
تكون سعيدا بدلا من الحزن.

وأجعل قلقك سويا حميدا لايتعدى كونه إستجابة سوية لمواقف طبيعية٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى