المرأة

المجلس القومي لحقوق الرجل!

بقلم عبير مدين

عندما نسمع كلمة المجلس القومي لحقوق يذهب تفكير الكثير إلى حقوق المرأة رغم أن هناك العديد من المجالس القومية لحقوق بعض الفئات المستضعفة في الدولة بل في

العالم كله وهذا لأن قضايا المرأة تشغل بال الغالبية بين مهتم و مستنكر ولا يخفى على الجميع أن كل حق يقابله واجب ولا تنفصل حقوق المرأة عن حقوق الرجل عن حقوق الطفل

داخل الأسرة هذا الشكل الهندسي المنتظم المترابط الذي يحاوط ما أسماه الله المودة والرحمة لو اختل أحد أضلاعه لتشوه الشكل وأصبح مبهم وضاع محتواه من المشاعر

هذه الحقوق هي التي تجعل نسيج الأسرة متين
منح الشرع المرأة مزايا عديدة للأسف بمرور الوقت تم تناسيها والتعتيم على بعض الفتاوى التي تفسر تلك الحقوق

حتى إذا ما بحث أحد عنها و ظهر بعضها ثارت ثائرة الرجل لفقده أحد امتيازاته التي أصبح بفضلها يوما الحاكم بأمره أو سي السيد وتحولت المرأة إلى أمينة تلك المرأة المغلوبة على أمرها التي لا يشغلها سوى طاعة زوجها فماذا حدث لماذا

تمرد الجميع على سي السيد ولماذا لجأت المرأة إلى قوانين تحفظ حقوقها وأصبح الرجل يتمنى أن يكون هناك مجلس قومي لحقوق الرجل يحاول من خلاله أن يسترد تلك الامتيازات التي فقدها

ومن هنا اتسائل هل فقد الرجل إمتيازاته؟ أم تنازل عنها طواعية ؟ وهل القوانين أنصفت المرأة أم أضرت بمصالحها؟
من وجهة نظري أن القوانين أضرت المرأة لأنها زادت من

الاحتقان والتوتر داخل الأسرة وهذا ما نلاحظه جميعا من زيادة معدلات الطلاق و الخلع و ما يلمسه البعض من طلاق صامت

بعض الرجال يلقي اللوم على عمل المرأة والبعض الآخر يتهم سوشيال ميديا و هناك من يلقي اللوم على التنشأة داخل الأسرة

وأنا القي اللوم على طرفي العلاقة في عدم مكاشفتهم لبعض بعيوبهم خلال فترة الخطوبة أو أن البعض منهم ظن أنه يمكن أن يغير طباع الطرف الآخر بعد الزواج وهذا نادرا ما يحدث ولو حدث يصبح بنسبه بسيطة

لا أحد يرغب أن تفشل حياته لا رجل يتمنى أن يرى الأسرة التي حلم بتكوينها يوما ينفرط عقدها ولا إمرأة تحب أن تحمل لقب مطلقة ولا أن تقضي زهرة شبابها في المحاكم لتحصل على الخلع

الطلاق حق أعطاه الله للرجل يتنازل به عن كل شيء لزوجته والخلع حق أعطاه الله للمرأة تتنازل به عن كل شيء لزوجها مقابل الخلاص من الرباط المقدس

وربما كانت ضغوط الحياة وعدم فتح قنوات اتصال بين أفراد الأسرة منذ البداية السبب
إن الله قال في كتابه عن الحمل و الوضع أنه وهنا فوق وهن

وأنه ضعف وهذا بالنسبة لطفل واحد ولعل هذا ما جعل الشرع يلزم الزوج بتوفير من يساعد زوجته و يلزمه بمساعدتها إن كانت حالته المادية لا تسمح فإذا كانت زوجتك تحملت حتى

توفر لك قدر من الراحة فواجب عليك أن تمنحها اهتماما وحبا ولا تعنفها عن أي تقصير تظنه و تحبطها بأنها تتدلل وأن كل النساء تحمل و تضع وأنها لا تفعل شيئا خارقا لانه من أدراك أن كل النساء لا تتألم ؟!

لا تجرحها أمام أبنائكم أو أمام أحد لأنه من المؤكد أنك كنت ستكون حزين إن رأيت والدك يهين والدتك امامك أو أن تتعرض ابنتك و شقيقتك لهذا الأسلوب من الإهانة و الإحباط

فسعادتك تنبع من سعادة والدتك و أختك و ابنتك أي أن حقوق المرأة تشملهم كما تشمل زوجتك وبالتالي سوف تنام مرتاح البال وانت تعلم أن من يهمك أمرهم في يد ترعاهم و

تشملهم بالحب فلا تبخل على زوجتك بما تتمناه لشقيقتك و ابنتك وإن كانت هذه العادات السيئة قد نشأت على أنها أمر طبيعي وعادي فإعلم أن الله لا يغفل و هذا الواجب ضمن قوامتك كرجل عليك أن تقدر عملها خارج المنزل فهي تعمل

لتعاونك و لتوفير قدر من الرفاهية للأسرة ولو قال أحدهم أن راتبها تنفقه على نفسها فقط فيكفي أنها اعفتك من الإنفاق عليها عليك ان تمنحها كلمة حب و تقدير ثق أنها سيكون لها

مفعول السحر وعلى الزوجة أن تبادل زوجها الحب بحب فقد كانت تأكل و تشرب في بيت والدها ولم يبخل عليها يوما بالإنفاق فقد تزوجت لتسمع كلمة حلوة من زوجها الذي وفرت له الامان و رضا الله.

نعم فلولا الزواج لربما ارتكب ما يغضب الله واستحق عقابه
وحتى تعود إلى الرجل إمتيازاته عليه أن يفتح قنوات اتصال مع أولاده منذ الصغر فقد تغير الزمن وعلينا أن نربي أبناءنا

وفق زمانهم علينا أن نعلمهم المشاركه في القرارات وتحمل المسؤولية وأن نتفهم مشاكلهم فإن كانت هذه المشاكل في أعيننا بسيطة و تافهة فهي هم ثقيل بالنسبة لهم مقارنة

بأعمارهم علموهم التفكير المنظم و التخطيط وأن تكون لهم خطط بديلة لرسم مستقبلهم
علينا ألا نطالب بمنع المرأة من العمل لأن الزمن لن يعود إلى الخلف ولأن هناك سيدات تعول أسرهن و بنات تساعد أهلها و تنفق على نفسها

عند ذلك لن نحتاج مجالس قومية لحفظ الحقوق داخل الأسرة وسوف يعود للرجل مكانته بالحب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى