فن

البطل المحبوب

بقلم/أشرف فوزى

من المؤكد أن السينما المصرية والدراما التليفزيونية خلال تاريخهما لم يميلا للعنف بشكل عام وما قدمه الفن المصرى -خاصة السينما – عبر مائة عام من أعمال تتضمن عنفا لا

يمثل سوى إستثناءات من جملة الأفلام التى أنتجتها السينما فى حين لم تشهد الدراما التليفزيونية المصرية أعمالا تتسم بالعنف إلا فى السنوات القليلة الماضية وهذا ما جعل بعض

علماء الاجتماع والنقاد الفنيين يُحَمّلون الدراما مسئولية كبيرة تجاه تنامى تلك الظاهرة.

المؤكد أن الأعمال السينمائية التى تفرط فى تقديم مشاهد عنف أو قسوة أو تجميل للشر أو انتصار لقيم البلطجة، والخروج على القانون، لها تأثير خطير على الشباب فى سن المراهقة،

تقديم شخصية البطل المحبوب لديهم ،وهو يتبنى سلوكيات العنف والفهلوة وتحدى القانون، وفى الوقت نفسه يحقق ثروة هائلة وينجح فى الإفلات من العقاب دون تقديم

مبررات درامية حقيقية لهذا البطل تفسر تركيبته النفسية، بل تقديمه فى أحيان كثيرة كنموذج خَير ومحب للناس، ويتمتع بإحترام وهيبة من حوله يجعله فى النهاية أكثر قبولا وجاذبية للشباب المراهق.

وقد عرفت السينما المصرية خلال تاريخها نمط الخارج على القانون فى أفلام من عينة «جعلونى مجرما» و«اللص والكلاب» و «كلمة شرف»، وبعضها قدمت البطل الذى

اضطرته ظروفه الاجتماعية وقسوة المجتمع إلى أن يسلك سلوكا عنيفا، لكن صناع هذه الأعمال كانوا يدركون دوما أن

الانتصار لهذه النماذج يمثل خطيئة كبرى فى حق القيم الانسانية وحق المجتمع الذى يتأثر بهم وبأعمالهم.

ورغم أن نجيب محفوظ كان قد استلهم روايته «اللص والكلاب» من قصة حقيقية شغلت مصر فى بداية الستينيات هى قصة السفاح «محمود امين سليمان» الذى كتبت عنه

الصحافة المصرية وأطلقت عليه «السفاح». ورغم أن العمل به عدد من جرائم القتل، إلا أنه لم يخرج وقتها مراهق من المجتمع، ليتقمص شخصية البطل «شكرى سرحان» الذى

جسد شخصية السفاح -وكان سرحان هو فتى الشاشة فى تلك المرحلة-، وذلك لأن البطل لم يفلت من العقاب، ولم يتحول إلى «دونجوان» تتنافس الفتيات على حبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى