مقال

أيكم يأتيني بعرشها .. بقلم السيد سليم

قصة سليمان عليه السلام وملكة سبأ

أيكم يأتيني بعرشها
الكاتب / السيد سليم

هذا هو المشهد السابع من قصة سليمان عليه السلام وملكة سبأ وأحداث هذا المشهد تدور بين بين القوة والعلم وشكل وصورة وهيئة عرش ملكة سبأ

﴿ قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ

اختلف أهل العلم فـي الـحين الذي قال فـيه سليمان {يا أيها الـمَلأُ أيُّكُمْ يَأْتِـينِـي بِعَرْشِها} فقال بعضهم: قال ذلك حين أتاه الهدهد بنبأ صاحبة سبأ، وقال له: {جئْتُكَ مِنْ سَبأ بِنَبأٍ يَقِـينٍ}
والكلام الآن عن كيف الإتيان بعرشهاٍ، ولَهَا عَرْشٌ عَظِيـمٌ..

فلـما أخبر الهدهد سلـيـمان أنه وجد سلطاناً، أنكر أن يكون لأحد فـي الأرض سلطان غيره، فقال لـمن عنده من الـجنّ والإنس: {يا أيُّها الـمَلأُّ أيُّكُمْ يَأْتِـينِـي بعَرْشِها قَبْلَ أنْ يَأْتُونِـي مُسْلِـمِينَ؟ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الـجِنّ أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ، وإنّـي عَلَـيْهِ لَقَوِيّ أمِينٌ} قال سلـيـمان: أريد أعجل من ذلك {قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْـمٌ مِنَ الكِتابِ} وهو رجل من الإنس عنده علـم من الكتاب فـيه اسم الله الأكبر، الذي إذا دعي به أجاب: {أنا آتِـيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إلَـيْكَ طَرْفُكَ} فدعا بـالاسم وهو عنده قائم، فـاحتـمل العرش احتـمالاً حتـى وُضع بـين يدي سلـيـمان، والله صنع ذلك فلـما أتـى سلـيـمان بـالعرش {أيُّكُمْ يَأْتِـينِـي بعَرْشِها} قال: سرير فـي أريكة..
وقيل سرير من ذهب، قوائمه من جوهر ولؤلؤ.

{قَبْلَ أن يَأْتُونِـي مُسْلِـمِينَ} فقال بعضهم: معناه: قبل أن يأتونـي مستسلـمين طوعاً.
وعن ابن عبـاس، قوله {وقبْل أنْ يَأْتُونِـي مُسْلِـمِينَ} يقول: طائعين.وقال آخرون: بل معنى ذلك: قبل أن يأتونـي مسلـمين الإسلام الذي هو دين الله.

ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جُرَيج {أيُّكُمْ يَأْتِـينِـي بِعَرْشِها قَبْلَ أنْ يَأْتُونِـي مُسْلِـمِينَ} بحرمة الإسلام فـيـمنعهم وأموالهم، يعنـي الإسلام يـمنعهم.

قال أبو جعفر: وأولـى الأقوال بـالصواب فـي السبب الذي من أجله خصّ سلـيـمان بسؤاله الـملأ من جنده بإحضاره عرش هذه الـمرأة دون سائر ملكها عندنا، لـيجعل ذلك حجة علـيها فـي نبوّته، ويعرّفها بذلك قُدرة الله وعظيـم شأنه، أنها خـلَّفته فـي بـيت فـي جوف أبـيات، بعضها فـي جوف بعض، مغلق مقـفل علـيها، فأخرجه الله من ذلك كله، بغير فتـح أغلاق وأقـفـال، حتـى أوصله إلـى وَلِـيِّة من خـلقه، وسلـمه إلـيه، فكان لها فـي ذلك أعظم حجة، علـى حقـيقة ما دعا لها إلـيه سلـيـمان، وعلـى صدق سلـيـمان فـيـما أعلـمها من نبوّته.
فأما الذي هو أولـى التأويـلـين فـي قوله {قَبْلَ أنْ يَأْتُونِـي مُسْلِـمِينَ} بتأويـله، فقول ابن عبـاس الذي ذكرناه قبل، من أن معناه طائعين، لأن الـمرأة لـم تأت سلـيـمان إذ أتته مسلـمة، وإنـما أسلـمت بعد مقدمها علـيه وبعد مـحاورة جرت بـينهما وتوقف لنكمل في المشهد الثامن قدرة من أتاه الله فضلا من العلم…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى