اخبار مصر

حظر المادة الخطيرة.. كيف تحركت مصر لحماية صحة المواطنين؟

كيف تحركت مصر لحماية صحة المواطنين؟

حظر المادة الخطيرة.. كيف تحركت مصر لحماية صحة المواطنين؟

٭لواء أح سامى شلتوت.

الخبز يعد مكونا أساسيا على مائدة المصريين.

جاء تحرك الحكومة المصرية بشكل حاسم في الأيام الأخيرة وحظرت إستخدام مادة (برومات البوتاسيوم) في إنتاج المخبوزات، بسبب آثارها الصحية الضارة، ومعاقبة مستخدميها، ليعزز الإجراءات الرقابية الهادفة إلى حماية الصحة العامة.

ونشرت الجريدة الرسمية في مصر قرارًا للدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، رقم 31 لسنة 2021، نصت المادة الأولى منه على أنه، “يحظر على أصحاب المخابز البلدية والسياحية والأفرنجية ومحلات الحلوى، إستخدام مادة (برومات البوتاسيوم )في إنتاج المخبوزات والمعجنات. لإحتوائها على مواد مسرطنة.

ونص القرار على أن مَن يخالف القرار يُعاقب وفقًا لما نصت عليه المادة 5 من قانون رقم 281 لعام 1994، على أن يتم ضبط المادة وإعدامها.إذ تعد المادة من المركبات الكيميائية، وهي مؤكسدة قوية تأخذ شكل بلورات بيضاء أو مسحوق.

فما قصة تلك المادة التي تستخدما غالبية المخابز المصرية، وتدخل في صناعة الحلوى وأدوات التجميل، وتعقيم المياه؟

أن أصحاب المخابز ليس لديهم الدراية الكافية بخطورة مادة برومات البوتاسيوم التي تضاف على الدقيق لتحسينه، منوهًا أنّ تلك المادة تم حظرها عالميا عام 1990 من قبل الإتحاد الأوروبي، وبعدها بثلاث سنوات تم حظرها أيضًا من قِبل منظمة الصحة العالمية.

أنّ تلك المادة واحدة من المسببات لـ “تقزّم وسمنة الأطفال في مصر، وأحد الأسباب الرئيسية في سرطان الغدة الدرقية، والتي كانت تدخل في السابق لمصر بسبب دخولها في عدد من الصناعات الآخري مستمر، ومعاقبة كل من يستخدمها .

وعن أضرار تلك المادة على الصحةأنها تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم والتي تتسبب في إرتفاع الكوليسترول، وضغط الدم، كما أن أصحاب المخابز كانوا يستخدمونها للتسريع من عملية التخمير وإضفاء لون ذهبي على الخبز.

أنّ المادة تم منعها في عدد من دول العالم لأنها تعتبر من مكسبات الطعم الضارة بصحة القلب، ولها خطورة كبيرة للغاية على صحة الحوامل والأطفال، وواحدة من أهم العوامل التي تصيب الأطفال بالسمنة، ونناشدً بمنعها أيضًا من عملية تعقيم المياه وصناعة أدوات التجميل.

وأشاد أساتذة التغذية العلاجية بالقرار، واصفًين إياه بـ”التاريخي الذي يهدف لصالح المواطن المصري”، مطالبًين بأهمية تشديد الحملات الرقابية على الأفران لمعرفة مدى التزامهم بالقرار.
إن قرار وزير التموين بحظر مادة برومات البوتاسيوم جاء بناء على توصية من الهيئة القومية لسلامة الغذاء المنشأة حديثًا في 2017، مؤكدًا أنّ دولًا عديدة منعت منذ عقود تداول تلك المادة التي تستخدم كمحسن في عملية الخبز منها دول الإتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات المتحدة. أن مادة برومات البوتاسيوم مصنفة كمسرطن من الدرجة الثانية وتتسبب وفقا لآراء طبية في تحفيز سرطانات الكلى والغدة الدرقية، مشيرًا إلى أنّ هيئة الأغذية والأدوية الأميركية طالبت عام 1991 من شركات المخبوزات التوقف طوعًا عن إستعمالها أو الإشارة إلى أي منتج به تلك المادة بخط واضح، ورغم ذلك قام عدد قليل من مصانع المخبوزات بإستعمال تلك المادة في ظل إجراءات ضابطة تضمن عدم ترسب المادة المسرطنة في المخبوزات.

ونتوقع بأن الجهات الرقابية ستعمل على فرض رقابتها على المخابز بأخذ عينات عشوائية وإخضاعها للتحاليل لكشف إستعمال تلك المادة من عدمه، و أن قانون قمع الغش والتدليس يصل بعقوبة إستخدام تلك المادة إلى الحبس لمدد تصل إلى سبعة سنوات، وفي حالة ثبوت إصابة أحدهم بالسرطان نتيجة إستخدام المادة تتحول الجريمة الى جناية تصل عقوبتها إلى السجن خمسة عشر عامًا.
ويجب التصدي العاجل لكل ما يمس سلامة المواطنين الغذائية وتصحيح الأوضاع وفقًا للمعايير العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى