مقال

ناكر الجميل .. بقلم السيد شحاتة

ناكر الجميل

بقلمي/السيد شحاتة

ما أصعب أن ينكر لك من حولك ويطعنونك في الخفاء بل ويتجردون من المثاليات التي طالما رددوها

فهي عندهم ما إلا مبادئ لامحل لها من الإعراب فهي لباس يلبسونه ليواروا به حقيقة خفاياهم

هم مرضي نفوس لاتعرف إلا الحقد والكراهية فالإسلام لايقر أبدا سلوك الجاحدين الذين لاتهمهم إلا مصالحهم الشخصية ولا يتطلعون من وراء علاقاتهم بالآخرين الا تحقيق النفع الخاص بهم وقضاء حوائجهم

فإذا ما إنقضت ماسعوا إليه نسوا أصحاب الفضل وتعاملوا بجحود وغباء

فناكر الجميل هو أكثر الناس بلاقلب وبلا ضمير وبلا احساس بل هو من أسوأ الخلق علي الأرض كيف له أن ينعم ويتمتع بفضل الآخرين وهو حتي لم يشكرهم

فهناك أناس هكذا مهما فعلت معهم الكثير فلن يثمر ذلك معهم لأن نكران الفضل ليس بغريب عليهم فهي من صفات اللئيم وليس من صفات الرجال المحترمين

ومن الملاحظ أن هناك أشخاصا تعاشرهم في هذه الحياة تنكر جميلك ووقوفك بجوارها عند وجود البديل لك ومع ذلك فهناك قليلون يرفضون ذلك البديل مهما كان جميلا

فأجمل النفوس وأحسنها هي من حافظت علي الود والعهد ولا تنكر جميلا قدم لها مهما كانت شدة الخلاف بينك وبينها

فنكران الجميل من الصفات المذمومة التي وإن إلتصقت بإنسان كانت دليلا علي خسة النفس ومرض القلب ونقص الايمان

والنفس البشرية السوية هي طبيعتها الحب والتقدير لكل من يقدم لها يد العون والمساعدة وهي لاتعرف الجحود والنكران

فإياك ونكران الجميل وإشكر صنائع المعروف وكن من الأوفياء فمن لم يشكر الناس لا يشكر الله

وإياك وصغائر الأمور فترفع بنفسك عنها وإرتقي بها وإنتصر لنفسك علي نفسك

فغالبا مانترك أنفسنا منغمسة في القلائل والإضطرابات فتؤثر في نفسيتنا وطريقة معيشتنا

وهي أمور لو تفحصناها جيدا لوجدناها أمورا تافهة لا تستدعي كل هذا القلق وهذا التفكير

بل قد يفوت الوقت تلو الآخر ونحن نضع حياتنا في مهب الريح

فمهما مر بنا من ظروف وأحداث يجب علينا أن نتغافلها ونرتقي بأنفسنا حتي لا يحين الوقت الذي نندم فيه علي تصرفات وأفكار كانت في غير محلها

كرامتك وعزة نفسك فوق الجميع فلا أحد يستحق أن تذل نفسك لحظة أمامة

وإياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقات كثيرة مملوءة وجع وشجن وإستفزاز وسوء ظن من الآخرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى