مقال

صراعات القيم وتناقضات الأمم

كتب/خالد البليسى
—————————————–
ماذا خسر العالم بانحطاطنا وضعفنا ؟
ونحن نملك مقومات الحضارة ،نشرنا الفضيلة وحاربنا الرذيلة، رسالة السماء إلى الأرض نحملها ،
ولنا مهمة تجاه البشرية نقوم بها :

إخراج الناس من الظلمات إلى النور بخلُقنا ، وعقيدتنا ، وإخلاصنا .

لدينا المنهج القويم ( القرآن الكريم ) و(النبي العظيم عليه الصلاة والسلام )
دلائل نبوته تصوره وكأنه بيننا يحل قضايانا ويعيش واقعنا
لأنه يمثل الإسلام الحي والقرآن الناطق .
وجب علينا تعظيمه في حياتنا ومعاملاتنا لنقدمه للإنسان والأوطان بجعل صورته تعتلي عرش القلوب و فوق الجباه والرؤوس
بقناعات أننا أمام فرادة وتميز وامتياز

مع يقين أن مجتمعاتنا تنقسم إلى ثلاث تقسيمات :
مجتمع متمسك بإسلامه
ومجتمع رجع للموروث الجاهلي
ومجتمع منبهر بالغرب

لكن ثمة إشكالات تحتاج منا معالجة وتتمثل تلك الإشكالات في :
ضعف الأخلاق المعبَّر عنه بالفظاظة والغلظة في التعاملات

ولغة التطويل التي تُمارس من البعض في المحاضرات وأسلوب عرض الخطب والبلاغات

وشبكات الإعلام باحترافيتها وقوتها تفتقر إلى المصداقية والأمانة العلمية .

مناهج التعليم بحاجة لوقفات وتأمل لما مضى ومعالجة للقادم للخروج من الرتابة والتقليدية الجامدة

السيناريو أو خيوط ( المؤامرة ) الذي أعده لنا الأعداء نشاهده في عدد من بلداننا قائمًا بل جاثمًا … حروب وفساد وتجهيل وظلم ووعد بالفقر

كأنها مسرحية هزلية ذات فصول متعددة تبث برامجها وسمومها للشعوب

يسأل بَعضُنَا : أين مكاننا اليوم من خارطة التأثير ؟
وهل يملك قادتنا قرارًا وحقًا للمصير ؟
لماذا يحبون طول البقاء والاستيلاء والاستعلاء ولا يرضون بالتدوير ؟
ألسنا نملك الموارد والإنتاج لكننا نفتقر الى العدل في التوزيع ؟
ألسنا نملك القوة والعدة والعدد لكننا نعاني من الوهن وحب الدنيا ؟

لماذا حجبْنا الإسلام عن عيون الناظرين إليه فكنا سببٌا في الحيلولة دون رؤية سماحته وجماله وذوقياته

وجعلنا مخرجاته ما نصنعها ونقدمها بما فيها من عيوب وتشوهات .

أين الإكتشافات والابتكاراتء اليوم أم إننا أمة عقيمة لا تلد ؟

حدثت ثورات سُميت بــ ( الربيع ) لكنْ تبعتها أزمات ثم حروب ظالمة دمرت الأرض والإنسان .

مدن فيها الطفولة تنام على أصوات الطائرات وزمجرة الدبابات وشباب نسبتهم عالية في البطالة
وبنات يشكون حالة الفراغ والعنوسة
مؤسسات مكتوب عليها توقف اضطراري
وقوات عسكرية تسلك الطريق الإجباري

هذه صراعات القيم وتناقضات الأمم تبحث عن أصحاب الهم والهمم ليعيدوا للإسلام قوته وحكمته .

جيلنا اليوم بحاجة لمؤسسات ترشده إلى عمق حضارته وصلته بالدِّين ومقومات مجتمعه ودوره المنشود كي يستعيد موقعه الأصيل في قيادة الأمم وصناعة الحضارة وما ذلك ببعيد على أمة الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى