مقال

من أقوال الصالحين في الاتعاظ بمرور الزمن

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦⁩مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

قال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل:

كم أتى عليك؟ قال : ستون سنة ، قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك؟! توشك أن تبلغ (تصل أو تموت) فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال الفضيل أتعرف معناها ؟ قال: عرفني ، قال له : مَن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع ، فليعلم أنه موقوف ، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول ، ومن علم أنه مسئول فليُعدّ للمسألة جواباً
فقال له الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة قال: وماهي؟ قال تُحسن فيما بقي فيغفر لك ما مضى فإنك إن أسأت فيما بقِي أُخِذت ( أي حُوسبت وعُوقبت ) بما مضى وما بقي “.

وقيل لمحمد بن واسع :

كيف أصبحت ؟ قال : ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة ؟

وقال الحسن :

إنما أنت أيام مجموعة ، كلما مضي يوم مضي بعضك .

وقال :

يابن آدم إنما أنت بين مطيتين ( راحلتين ) يوضعانك ( ينتقلان بك ) ؛ يُوضعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل حتى يُسلماك إلى الآخرة ، فمن أعظم منك يا ابن آدم خطراً ؟

وقال :

الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تُطوي من ورائكم .

رمن أقوال الصالحين

قال داود الطائي :

إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تـُـقدِّم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل ، فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزوّد لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك ، فكأنك بالأمر قد بَغَـتـَـك .

إنا لنفــرح بالأيام نقطعهــــــــــــا

وكل يوم مضي يُدني من الأجلِ

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا

فإنما الربح والخسران في العملِ

وقال الإمام ابن القيم:

( إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ).

وقال أيضاً رحمه الله:

( أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها ).

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفرْ لنا ما مضى من ذنوبِنا وان يعصمْنا فيما بقي من اعمارنا ويرزُقْنا أعمالًا زاكِيةً تَرضى بها عنِّا وتُب عليَّنا يا رب العالمين ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى