رياضةمقال

الذي يراك حين تقوم

⁦⁩بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

 

 

درس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 سبحانه يرانا ويطّلِع علينا في كل وقت ، ولكني تدبرت في موطن شريف تحققت فيه الرؤية الإلهية والتجلّيات الربانية من الله لنبيه ﷺ، وهي لنا أيضاً إن كُنا على أثره ، وإليكم الآيات وبعض ما جاء فيها:

(وَتَوَكَّلۡ عَلَى العَزِیزِ ٱلرَّحیمِ – ٱلَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ – وَتَقَلُّبَكَ فِی ٱلسَّـاجِدِینَ ).

الشعراء ٢١٧: ٢١٩

أمر الله نبيه ﷺ قبلها بالدعوة والإنذار لقومه وقال له :

إن عصوك فتبرّأ من أعمالهم ، وهذا التبرّؤ وهذه المُفاصلة لابد أن تؤدي إلى جفاء وأذيّة منهم لرسول الله ﷺ ، وهنا يكون التطمين والتثبيت بتفويض الأمر إليه سبحانه والتوكل عليه فهو العزيز الرحيم .

ثم يذكر بعد ذلك مقتضيات هذا التوكل وأسباب استحقاق رحمة الله به، وعزّته وقدرته على خصومه هذه الأسباب تتمثل فيما يلي :

(الذي يراك حين تقوم) :

أي حين تقوم للصلاة أو التهجد ،أو حين تخلو به سبحانه أو بنفسك، أو يَراكَ حِين تقُومُ لِأداءِ الرِّسالَةِ وتنهض بأعباء الدعوة إلى الله ، أو حين تقوم أي ذَهابه وإيابه ﷺ بين أصحابه يستطلع أحوالهم الإيمانية وغيرها ( كما فعل بعد نسخ فرضية قيام الليل عليهم فطاف ببيوتهم فرآهم رضي الله عنهم مُداومين على ما كانوا عليه )

(وتقلبك في الساجدين) :

أي يرى تقلبك في القيام والركوع والسجود بين المصلين الساجدين وخصّ السجود لشرفه
أو يَرى تَقَلُّبَكَ وتَرَدُّدَكَ فِيما بَينَ المُؤمِنِينَ أوْ مَعَهم فِيما فِيهِ إعلان أمرِ اللَّهِ تَعالى وإعلاء كلمتِهِ سبحانهُ أو تقلب بصرك فيهم لتسوية الصفوف .

أو انتقالك من أصلاب الآباء الساجدين الطاهرين ، من الأنبياء والآباء ،من صُلب إلى صلب حتى وصلت إلى رَحِم أمك .

وقيل معنى الحالتين : حين تقوم وحدك أو في صلاة الجماعة .

هذه هي الأحوال الشريفة التي يُحب ربنا سبحانه أن يرانا عليها ونتقلب فيها ، وهي التي تستوجب رحمته وحمايته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى