إنهم يُحاصرون الكوخ

إنهم يُحاصرون الكوخ
قصة قصيرة بقلم لزهر دخان
إنهم يحاصرون الكوخ بنا نمحي ما كتبنا ونشرع في الإنتباه مُجددا إلى الغولة . ستمر من هذا الطريق حَتما مثلما أخبرنا الفزع الواضح على أعين هاؤلائي الأطفال .. ولكن صديقته لم تتفق معه وأبقت ما دونته من ملاحظات كما هو ، لآنها خبيرة في مضاعفات مرضي الجوع والعطش .
وهو أيضا مثلها وهي لا تعرف لماذا شعر بوجود غولة مخيفة في حمى السنافر العرب . وهل هو شجاعا بما يكفي للبحث عنها وتخليص الأطفال منها . وهل سيخبر بابا سنفور أولا أو سيتصدى لها بلونه الأزرق وقبعته البيضاء الطويلة.
إنهم يحاصرون الكوخ ، يا سنافر، هيا ساعدوني أين بابا سنفور ليسنفر بحياته من أجلي؟ ، وعندما وصل إليه وهو يجر صديقته من يدها، وجد أنه حيوان ضخم .
فقالت له صديقته هيا سلم عليه إنه الغول الذي تخيلته ،بسبب قلة حكمتك صار هنا .
لو إتفقت معي وظللت تحلم بالأطفال الذين أفزعهم الجوع والعطش لما حدثت لك هذه الورطة ، ثم قالت له إبقى هنا لتتصدى لبنات أفكارك. وأنا سأبحث عن الأطفال المساكين ،فبعض الخص من المزرعة السنفورية القريبة يكفيهم . وكان الأمر كذلك ..
وتوجهت الفتاة الضعيفة لتنفيذ ما دار في رأسها ،وتمسك هو برأيه الذكي الشجاع وبدأ يستعد لمكافحة الغول ..
الفتاة وصلت إلى الأطفال وبدأت تسألهم : منذ متى وأنتم جياع ، من كم أسرة أنتم ، أكلكم من اليمن ، أو منكم سورين وعراقين وليبين . إلخ ما خطر في بالها من الأسئلة العربية والغربية .
وكانت أسئلتها لا ترمي لعلاج الأطفال من الفزع وتخليصهم من الجوع .. بقدر ما ترمي للتغطية على خوفها هي أيضا من الغولة والغول ..
الفتى : أيها الغول أعذرني كنت أظنك غولة في البداية ، ولكن خاب ظني وأصبحت الأن بين يديك . وأنا أعرف أنك ذكر شهم .
فأرجوك أطلق صراحي ، وأنا أعدك بأني سوف أكون طفلا مفزوعا شأني كشأن باقي الأطفال . ولن يعلم بابا سنفور بمن يحاصرون الكوخ، وسيمكنك صيد أي طفل تريد .
وبينما كان الغول يسمع والطفل يزداد ثرثرة غير مجدية .جاءت الغولة تجر مجموعة من الصبية السنافر . وعندما رأت صيد زوجها ليس مفزوعا تماما ، إستلمته منه كي تربيه بطريقتها حتى تتخلص منه وتحد من نشاطه، ويصبح كباقي أطفال شعب السنافر.