مقال

الحب …النصيب…القدر

الحب …النصيب…القدر

بقلم /السيد شحاتة

الحب والنصيب هل هما شيئان متكاملان ام متناقضين

فالحب الصادق هو العاطفة التي تجمع بين روحين معا سواء كانوا زوجين أو عاشقين أو متحابان وليس مرتبط بجنس أو لون حيث يجعل الهدوء والحياة السعيدة بينهما

فإذا وجد كل منا الطرف الآخر الذي يبادله مشاعر الحب والإخلاص يشعر أنه ملك زمام الدنيا

وهنا يصبح كل طرف منهما مستعداً ليضحي من أجل الآخر

فالحب موجود في قلب كل إنسان ولكن بتختلف المرتبة التي يرتقي فيها كل شخص في تفكيره ومنها تختلف طريقة حبه

الحب هو شعور الأمان والتوازن هو أن تقدم لمن تحب الدعوة للحياة حين يفقد شهيتها

الدعوة للحلم حينما يفقدون المعني الحقيقي والجميل للأحلام

الدعوة لأن يسكنوا قلبك حينما تغلق القلوب في وجوههم

أما النصيب فحينما تصعد جبالا وتغوص بحارا وتحلق في السماء بحثا عن النصيب وقد يكون من الممكن أن يكون قريبا منك وعلي بعد خطوات عنك وأنت لا تعلم

ولكن لم يحن الوقت المقدر بعد ومع ذلك فالإنسان منا يتسرع في الطلب ويجهد العقل في التفكير ويمني النفس بالأماني ومع ذلك فنصيبك مقسوم وقدرك محتوم ومهما تفعل فلن يحدث إلا ماكتبه الله لك

سواء نصيبك من الدنيا وزينتها أو نصيبك من ابتلائها فلن يأخذ أحد منك شيئا فقد تكون أفضل في أشياء وأسوأ في غيرها وسواء قبلت أولم تقبل فلن يغير ذلك من الأمر شيء

ولكن نجد أنه في بداية كل قصة حب نجد من يقول إنه القدر وفي نهاية كل قصة نجد فريق آخر يقول إنه النصيب

فلماذا تختفي أحزاننا وراء كلمة النصيب ولماذا نكمن أفراحنا وراء كلمة القدر
فالحب كلمة تنتظرها كل امرأة بفارغ الصبر والقدر كلمة يعشقها الرجل أراد أن يري مستقبله في عين إمرأة

أما النصيب فكلمة يكرهها كل منهما ولطالما تركت جروحا ستبقي داخل الأعماق كامنة بين خفايا القلوب والنبضات

وعلي فرض كان نصيبك وقدرك فإبتسم وقابله بالرضا ولا تغضب وإبحث عن عيوبك وعالجها وأرفع أكف الضراعة لله فقد تتبدل الأحوال وعلي قدر عملك يكون نصيبك وعلي قدر نصيبك يكون مصيرك في الحياة

وإمصي في حياتك ولا تنظر لما خلفته خلفك وتقدم للأمام واحسن الظنون وحرك كل ماهو راكد في طريقك فالغيث يبدأ بقطرة

وتذكر دائما أنه لايوجد شيء دائم فإسعد بما ملكت وعش بما آتاك ولاترد مايقوله الناس أن حظي قليل فما كان لك سيأتيك رغم ضعفك وماليس لك لن تأخذه رغم قوتك

وأخيرا أن نظرة البشر تجاة النصيب تختلف من مجتمع لآخر فهناك منهم من يبالغ فيها بل وتسيطر علي أحلام الناس وتطلعاتهم

بعكس النظرة الواقعية المبنية علي معتقدات راسخة بأن نصيب كل إنسان في دنياه وآخرته من أمر الله

فمنذ أن تخلق الروح في الجنين وهو في بطن أمه يكتب رزقه وأجله وهو سعيد أم شقي بعبارة أكثر نصيبه في الحياة

ولكن ليس معني ذلك فنحن مطالبون بالسعي ولا يجلس كل منا في بيته ويقول نصيبي هايجيلي هذا في الدنيا أما نصيبك من الآخرة فقد أعطي الله لكل منا حرية الإختيار بين هذه وتلك وبقدر عملك سيتحدد مصيرك في أي منهما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى