مقال

الحذر من تتبع عورات العلماء

⁦⁩الحذر من تتبع عورات العلماء

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

الحذر من تتبع عورات العلماء :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

” ليس لأحد أن يتبع عورات العلماء , ولا له أن يتكلم فيهم , فمن عدل عن الحجة إلى الظن والهوى فهو ظالم , وكذلك كل من آذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا , ومن عظم حرمات الله , وأحسن إلى عباده فهو من أولياء الله ” .

” المسائل التي لخصها محمد بن عبد الوهاب ” من ” فتاوى ابن تيمية ” (ص36) .

لحوم العلماء مسمومة :

قال الإمام حافظ ابن عساكر الدمشقي – رحمه الله – :

” واعلم يا أخي – وفقنا الله لمرضاته , وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه – أن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم , والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم , والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم ” .

الحذر من تتبع عورات العلماء

” تبين كذب المفتري ” (ص28) .

العالم والجاهل لا يستويان :

قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – :

” إن الله – سبحانه وتعالى – جعل صيد الكلب الجاهل ميتة يحرم أكلها , وأباح صيد الكلب المعلم , وهذا أيضا من شرف العلماء , لأنه لا يباح إلا صيد الكلب العالم , وأما الكلب الجاهل فلا يحل أكل صيده , فدل على شرف العلم وفضله , قال الله – سبحانه وتعالى – :

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }المائدة4 .

ولولا مزية العلم والتعليم وشرفهما , كان صيد الكلب المعلم والجاهل سواء ” .

” من درر ابن القيم ” , جمع وإعداد علي الحلبي (ص145) .

روى البخاري (175) ومسلم (1929) عن عدي بن حاتم قال :

سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال :

” إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل , وإذا أكل فلا تأكل ؛ فإنما أمسكه على نفسه ” قلت : أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر ؟

قال : ” فلا تأكل , فإنما سميت على كلبك , ولم تسم على كلب آخر ” .

علماء السوء :

قال ابن الجوزي – رحمه الله – :

” قدم علينا بعض فقهاء من بلاد الأعاجم , وكان قاضيا ببلده , فرأيت على دابته الذهب , ومعه أتوار الفضة

( أتوار : جمع تور : وهو إناء يشرب فيه )

وأشياء كثيرة من المحرمات , فقلت : أي شيء أفاد هذا العلم ؟!

بل والله قد كثرت عليه الحجج , وأكبر الأسباب قلة علم هؤلاء بسيرة السلف , وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , إنهم يجهلون الجملة , وليس يعينهم سماع حديث , ولا نظر في سير السلف , ويخالطون السلاطين , فيحتاجون إلى التزي بزيهم , وربما خطر لهم أن هذا قريب , وإن لم يخطر لهم , فالهوى غالب بل صاد ” .

” صيد الخاطر ” (ص291) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى