” ليس لأحد أن يتبع عورات العلماء , ولا له أن يتكلم فيهم , فمن عدل عن الحجة إلى الظن والهوى فهو ظالم , وكذلك كل من آذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا , ومن عظم حرمات الله , وأحسن إلى عباده فهو من أولياء الله ” .
” المسائل التي لخصها محمد بن عبد الوهاب ” من ” فتاوى ابن تيمية ” (ص36) .
لحوم العلماء مسمومة :
قال الإمام حافظ ابن عساكر الدمشقي – رحمه الله – :
” واعلم يا أخي – وفقنا الله لمرضاته , وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه – أن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم , والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم , والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم ” .
الحذر من تتبع عورات العلماء
” تبين كذب المفتري ” (ص28) .
العالم والجاهل لا يستويان :
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – :
” إن الله – سبحانه وتعالى – جعل صيد الكلب الجاهل ميتة يحرم أكلها , وأباح صيد الكلب المعلم , وهذا أيضا من شرف العلماء , لأنه لا يباح إلا صيد الكلب العالم , وأما الكلب الجاهل فلا يحل أكل صيده , فدل على شرف العلم وفضله , قال الله – سبحانه وتعالى – :
ولولا مزية العلم والتعليم وشرفهما , كان صيد الكلب المعلم والجاهل سواء ” .
” من درر ابن القيم ” , جمع وإعداد علي الحلبي (ص145) .
روى البخاري (175) ومسلم (1929) عن عدي بن حاتم قال :
سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال :
” إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل , وإذا أكل فلا تأكل ؛ فإنما أمسكه على نفسه ” قلت : أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر ؟
قال : ” فلا تأكل , فإنما سميت على كلبك , ولم تسم على كلب آخر ” .
علماء السوء :
قال ابن الجوزي – رحمه الله – :
” قدم علينا بعض فقهاء من بلاد الأعاجم , وكان قاضيا ببلده , فرأيت على دابته الذهب , ومعه أتوار الفضة
( أتوار : جمع تور : وهو إناء يشرب فيه )
وأشياء كثيرة من المحرمات , فقلت : أي شيء أفاد هذا العلم ؟!
بل والله قد كثرت عليه الحجج , وأكبر الأسباب قلة علم هؤلاء بسيرة السلف , وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , إنهم يجهلون الجملة , وليس يعينهم سماع حديث , ولا نظر في سير السلف , ويخالطون السلاطين , فيحتاجون إلى التزي بزيهم , وربما خطر لهم أن هذا قريب , وإن لم يخطر لهم , فالهوى غالب بل صاد ” .