مقال

فى طريق المعرفه ومع البنطلون المقطع والتبرج ” الجزء الأول “

فى طريق المعرفه ومع البنطلون المقطع والتبرج ” الجزء الأول “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

إذا ذهب الحياء حل البلاء، هذا هو ما نراه اليوم فى الشوارع والطرقات والميادين من حولنا، ولقد حرص الإسلام من خلال تعاليمه ومبادئه أن يحمي أفراده من بواعث الفتنة وأسبابها، فنهى النساء عن مظاهر التبرّج والزينة، ومنع من الاختلاط والخلوة المحرّمة، ورتب الوعيد الشديد على من خرجت من بيتها متعطرة حتى ولو كانت ذاهبة إلى المسجد، وبهذا الموقف الحازم والصارم، يمكن للمجتمع المسلم أن يعيش في ظل من العلاقات الطاهرة ، والقائمة على أساس من التقوى والصلاح ، والمراقبة الذاتية لله عز وجل، وعن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن أنها سمعت السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول” لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل، قال، فقلت لعمرة أنساء بني إسرائيل منعن المسجد؟ قالت نعم، وهذا يدل على خُلو القلب من الخوف من الله عز وجل، بحيث تبارز الله بمعصيته في بيت من بيوته، فتخرج للمسجد متطيبة متزينة بأجمل الملابس، فيعم البلاء بهن الصالح والفاجر، فإذا كانت تخرج للعبادة هكذا، فكيف بخروجها لغيره، أوليس قد انتشرت هذه الفتن بين نساء المسلمين؟ فكيف العمل؟ ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “واتقوا النساء” هل كان يعني الابتعاد عنهن والهرب منهن؟ ولكن التقوى هو أن تجعل بينك وبين الفتنة بهن وقاية، ومن أفضل الوقاية العناية بهن وتعليمهن، والنصح لهن كي لا تسرع الفتنة إليهن، فتهلك الرجل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم.

” ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء” فما الذي حمل نساء بني إسرائيل على هذا الزيغ؟ أليس نقص العلم والدين؟ فإن هذه أفعال الجاهلين، فكانت بداية هلاكهم من تقصيرهم في إصلاح نسائهم، حتى كانت تمنع من قراءة الكتب المقدسة، وكانت ممنوعة من تعلم الشريعة، وكان يعد تعليم المرأة الشريعة كإلقاء اللؤلؤ إلى الخنزير، وكان ينظر إليها كشيء محتقر لا يستحق عناء التعليم، بل يحذر منه، فلم تحذر النساء البتة من الرجال، أو من عموم إغواءات المجتمع، ويعني أنه لم يكن لها نصيب من التعليم والنصح والعناية بتعليمها والارتقاء بها، بل تركت لنظرة المجتمع المحتقرة لها، فكانت فتنة للرجال وفسادا للدين، وهذا يدل على أهمية صلاح المرأة في حماية دين المجتمع، بينما كان تعليم النساء من سنته صلى الله عليه وسلم، وقد أفرد لذلك البخاري رحمه الله تراجم في صحيحه، فإن من المطالب التي حرص عليها المحتل الأوروبي في غزوه المعاصر للعالم الإسلامي هو تغيير نمط اللباس وجعله أقرب إلى صفة التعري منه إلى صفة الستر، وفي هذا الصدد تم العمل على عولمة نمط اللباس الأوروبي المعاصر بشكل دقيق وشامل، وتم استهداف اللباس الإسلامي للمرأة بشكل غير عادى، فإن الحجاب هو من خصوصيات المرأة المسلمة، فإن للتعرى أخطار جسيمه ومشاكل كبيره، فإن فيه التشبه بالكافرات والفاجرات، ممن لا حياء عندهن ولا دين، فإن هذه الملابس الفاضحة ليست من لباس المسلمات، وإنما صممت في بيوت الأزياء الغربية بقصد الفتنة والإغراء والفساد.

وقد قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “من تشبه بقوم فهو منهم” رواه أحمد وصححه الألبانى، وإذا كانت المرأة على حال معصية بعيدة عن ذكر الله عز وجل تمكن الأعداء من الجن والإنس من إيذائها، لذلك كثيرا ما تصاب النساء في حفلات الأعراس بالعين والحسد، وسبب ذلك هو رؤية العائن والحاسد لمفاتنها، وتمنيهما زوال النعمة عنها، فتمرض وتذبل بعد هذه المناسبة مباشرة، وكذلك التعرض للتهمة وسوء الظن، فإن الناس لا ينظرون إلى المرأة التي تتعرى وتتكشف بكبير احترام، بل إنهم يسيئون بها الظن، وربما اتهموها في سلوكها ونسجوا حولها الأقاويل الباطلة، فالسلامة لا يعدلها شيء، فإن من تتعرى وتتكشف وتلبس الملابس الفاضحة أمام النساء تسن سنة سيئة والنبي صلى الله عليه وسلم قال “من سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء” رواه مسلم، وإنها تتعرض للمعاكسات والابتزاز، من أى رجل وُصفت له هذه المرأة وما كان منها في قاعة الأفراح، وكذلك خراب البيوت وتشتت الأبناء بسبب الطلاق، فقد تكون المرأة غافلة عما يراد بها فتأتي بهذه الثياب العارية، فتأخذ راحتها في الرقص والتمايل بحجة أنها بين النساء، ولا تدري أن كاميرات التصوير تسجل كل حركاتها، ثم تفاجأ هذه الضحية بهذا الفيلم على الإنترنت، أو يباع بين الشباب فتكون النهاية المؤلمة لعلاقة أسرية كريمة، والسبب هذه التجاوزات في الملابس وغيرها، وأيضا الوقوع فيما حرم الله عز وجل، فإن إظهار المرأة مفاتنها أمام النساء يغري بعضهن ببعض.

وينشأ جراء ذلك كثير من العلاقات المحرمة، أهونها الإعجاب، وقد أفتى العلماء بتحريمه، وأخطرها الممارسة الجنسية الشاذة، وهذا حتما سيؤدي إلى انتشار الفاحشة والشذوذ والمعاصي التي يعقبها سخط الله تعالى وعقوبته لمن تتعرى في الدنيا والآخرة، وأيضا من مشاكل التعرى هو زنا المحارم، وأقله التحرش الجنسي بينهم بسبب زنا النظر إلى مفاتن المحارم، فتستثار شهوة الرجل من قريباته المحرمات عليه، فيفرغ هذه الشهوة مع الخادمة أو غيرها، إذا كان يتورع عن محارمه، وإلا فستكون الضحية هي إحدى محارمه لا سيما الصغيرات في السن سواء طفلة أو مراهقة فاحذروا، وأيضا ظهور العورة المغلظة، وهذا ما لم يتوقعه البعض، ولكنها خطوات الشيطان تأتي بالتدرج في التعري وليس مباشرة، مثال تعرية منطقة السرة ، لم يكن متصورا أن يحدث ذلك في يوم من الأيام بين المسلمات، ولكنه حدث عبر خطة التدرج في التعري التي رسمها الشيطان وأعوانه من مصممي الأزياء وتجارها ولعبوا بها على عقول بعض النساء اللاتي بدأت عوراتهن المغلظة في الظهور بعد ذلك، فقيل ذهبت فتاة في العشرين من عمرها إلى إحدى المناسبات وهي ترتدي البنطلون الذي يكشف نهاية الظهر من الخلف ومنطقة السرة من الأمام، كما أنه لا يستطيع أن يخفي الملابس الداخلية إن وُجدت، لأنه يبدأ من منطقة الحوض وليس الخصر، وكانت الفتاة واقفة فسقط منها شيء على الأرض، فجلست القرفصاء لتلتقطه، فانخلع بنطالها من الخلف جاذبا معه ملابسها الداخلية لتظهر عورتها أمام الضيوف.

وقيل أن الملفت للنظر أن الفتاة لم ترتبك أو تستحي من ذلك لأن الحياء قد مات تدريجيا في قلبها فلا مانع من الانتقال للمرحلة التي تليها من التعري والعياذ بالله، ويقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” صنفان لم أرهما رجال بأيديهم سياط يضربون بها الناس ويعنى ظلما، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها” رواه مسلم، وإن المقصود أن النساء الكاسيات العاريات أصل كما قاله المشايخ في تفسيرها، وأنهن كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها، هذا أحد التفسيرات لها، وقال آخرون من أهل العلم معنى كاسيات يعني كاسيات ثياب رقيقة، ما تستر البشرة عاريات في المعنى، وقال آخرون في تفسير الحديث معناه كاسيات بثياب قصيرة لا تستر كالتي تلبس الثياب التي إلى الركبة أو إلى بعض الفخذ أو إلى بعض الساق وتكشف الرأس، كل هذه كسوة عارية فلا تكون الكسوة كافية إلا إذا كانت ساترة للمرأة كلها، فالنساء الكاسيات العاريات هن اللاتي يلبسن لباسا لا يسترهن إما لقصره وإما لرقته وإما لضيقه والعياذ بالله حتى تبدو أحجام عورتها، هذه كاسية بالاسم عارية في الحقيقة، وأما مائلات مميلات فهن المائلات عن العفة مائلات عن الاستقامة إلى الفواحش والمنكرات، ويعني مائلات عن الاستقامة والعفة والصبر على ما أوجب الله تعالى إلى ما حرم الله من الزنا والفواحش والتهم، مميلات لغيرهن، مميلات للنساء الأخريات، يدعُنّ إلى الفساد ويعلمن النساء الفساد ويشجعن على الفساد.

وقيل أن الصنف الأول هم الظلمة الذين يضربون الناس بغير حق، والثاني هن نساء كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة، إما لأنها ثياب رقيقة أو قصيرة، اسم كسوة بلا حقيقة، مائلات عن الرشد وعن العفاف وعن الطاعة إلى الفواحش والزنا، مميلات لغيرهن، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، والبخت المائلة إبل لها سنامان، فهي، رأسها وتجعل عليه أشياء تعظمه حتى يكون كالسنم للناقة، يعني تعظم رأسها بما تجعله عليه حتى يكون كأنه رأسان مما تلبد عليه من خرق أو من أشياء أخرى، هذه علامة عليهن، وفى رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ” رواه أحمد ومسلم في الصحيح، وفي الحديث الترهيب والوعيد الشديد من فعل هاتين المعصيتين، وهما ظلم الناس وضربهم بغير حق، وتبرج المرأة وإظهارها مفاتنها وعدم التزامها بالحجاب الشرعي والخلق الإسلامي النبيل، ولا شك أن الإنسان مفطور على التستر، كما ورد في قصة آدم وزوجه حينما سارعا إلى تغطية سوآتهما، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة” فهذا هو الإنسان الأول المفطور على ستر العورة، وأما عن تلك الشعوب البدائية التى تعيش على الفطرة فهي على خلاف فطرة أبويها آدم وحواء عليهما السلام.

ومما يدل على كذب كل من يتبع هؤلاء فى فعل تلك الشعوب البدائية أنه لا يوافقهم إلا في التعري ويخالفهم ويمتنع عليهم في أمورهم الحياتية الأخرى مثل الحاله الصحية والغذائية ونحو ذلك ولو كان صادقا في أن سبب تعريه هو نمط العيش الضيق الذي يملكه هؤلاء لفعل مثلهم في كل شيء، لأنهم هم الطبيعيون الذين لا يزالون على الفطرة وغيرهم شواذ، كما يزعم البعض فتلك الشعوب المتخلفة، إنما تصور حالة شاذة من البشرية المنحدرة في فطرتها وعلى ذلك، فلا يصح اعتبارها صورة للفطرة الإنسانية السوية، بل هي انتكاسة إلى الفطرة الحيوانية وتعبير عن حالة مزرية من التخلف والانحطاط في مختلف أمور الحياة، بما في ذلك أمور اللباس وغيرها، فيجب على الإنسان مراعاة المسؤولية، وأن يتقي الله تعالى ويمنع كافة من له ولاية عليهن من هذه الألبسة، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “صنفان من أهل النار لم أرهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها” وهؤلاء النسوة اللاتي يستعملن الثياب القصيرة كاسيات، لأن عليهن كسوة لكنهن عاريات لظهور عورتهن لأن المرأة بالنسبة للنظر كلها عورة، وجهها ويداها ورجلاها، وجميع أجزاء جسمها لغير المحارم وكذلك الألبسة الضيقة، وإن كانت كسوة في الظاهر لكنها عري في الواقع، فإن إبانة مقاطع الجسم بالألبسة الضيقة هو تعري، فعلى المرأة أن تتقي ربها ولا تبين مفاتنها، وعليها أن لا تخرج إلى السوق وإلا وهي لابسة ما لا يلفت النظر، ولا تكون متطيبة لئلا تجر الناس إلى نفسها فيخشى أن تكون زانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى