مقال

اهكذا عرشك

اهكذا عرشك

بقلم / السيد سليم

فضل الله يؤتيه من يشاء سليمان يواصل بيان قدرة الله فيما اختصه به من علم وفضل ويهئ لها عرشها
﴿ فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ .. لـما جاءت صاحبة سبأ سلـيـمان، أخرج لها عرشها، فقال لها: {أَهَكَذَا عَرْشُكِ}؟ قَالت وشبهته به: {كَأنَّهُ هُوَ}.
وعن بعض أهل العلـم، عن وهب بن منبه، قال: لـما انتهت إلـى سلـيـمان وكلـمته أخرج لها عرشها، ثم قال: {أهَكَذَا عَرْشُكِ؟ قالَتْ كأنَّهُ هُوَ}. شبهته، وكانت قد تركته خـلفها.
وقوله: {وأوتِـينا العِلْـمَ مِنْ قَبْلِها} أي هذه الـمرأة، بـالله وبقدرته علـى ما يشاء، {وَكُنَّا مُسْلِـمِينَ} لله من قبلها.
﴿ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرين..ومنع هذه الـمرأة صاحبة سبأ {ما كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ الله}، وذلك عبـادتها الشمس أن تعبد الله(صدَّها) أن تهتدي للـحق.
وقيل {وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دونِ اللَّهِ} قال: كفرها بقضاء الله، صدها أن تهتدي للـحق.
ولو قـيـل: معنى ذلك: وصدّها سلـيـمان ما كانت تعبد من دون الله، بـمعنى: منعها وحال بـينها وبـينه، كان وجهاً حسناً.
ولو قـيـل أيضاً: وصدّها الله ذلك بتوفـيقها للإسلام، كان أيضاً وجهاً صحيحاً.وقوله: {إنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ} يقول: إن هذه الـمرأة كانت كافرة من قوم كافرين.
وكسرت الألف من قوله «إنها» علـى الابتداء.
ومن تأول قوله: {وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ} التأويـل الذي تأولنا، كانت «ما» من قوله {ما كانَتْ تَعْبُدُ} فـي موضع رفع بـالصد، لأن الـمعنى فـيه لـم يصدها عن عبـادة الله جهلها، وأنها لا تعقل، إنـما صدها عن عبـادة الله عبـادتها الشمس والقمر، وكان ذلك من دين قومها وآبـائها، فـاتبعت فـيه آثارهم.
وأظن أن سليمان عليه السلام يحاول أن يجد لها حجة في كونها كانت تعبد الشمس من دون الله لانها وجدت قومها علي هذا الحال لعلها تعود الي رشدها والي ربها فتسلم في المشهد القادم قد يتحول الأمر وتسلم لله رب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى