مقال

سر الحكاية

سر الحكاية

 

بقلم هالة إبراهيم

 

يبقي الأجداد كنز من الحكايات والحكم التي ترسم لنا المستقبل حكايات قديمة قد يراها البعض ممزقة ومشوهة من علامات الزمن
لكن من ينظر لها ويعيش بداخلها يجد لها جمال لم يراه طول حياته كانت حكايه بسيطة من الحب والإخلاص والتضحية من أجل إسعاد الآخرين 
كانت الحياة الزوجية في الماضي تقدم لنا روايات وحكايات من الحب والإخلاص والوفاء
نجد الزوجة في الماضي ولازالت تضحي براحتها وتتفاني في خدمه زوجها ورعاية أبنائها
كنا نشاهد الفلاحة الست الطيبة التي لو وزعنا الحب بداخلها يكفي الدنيا كانت مع زوجها في الأرض تساعده وتقف جانبه يدا بيد من الصباح وتراهم معا كأنهم قلب واحد وهدف واحد تساعده ثم تعود مسرعة إلي البيت لرعاية الأبناء وتجهيز الطعام قبل رجوع زوجها
كانت تربي الطيور وتخبز بالفرن البلدي القديم وتصنع منتجات الألبان  وتراعي الأبناء دون كلل أو ملل
والزوج كان بجوارها يعمل بإخلاص النبلاء وكان لها الدنيا ومن عليها  كان الأب والاخ والسند والصديق
ورغم قسوة الحياة في ذلك الوقت وعدم توفر الامكانيات المادية  والمشقة التي يتحملها كل منهم إلا أنهم كانوا يتبادلون في تقديم السعادة والحب والمودة للآخر
ما سر هذه السعادة التي كنا نراها والضحكات الرنانة المليئة بالمودة
والسكينة رغم ضيق الحال وعدم وجود أي نوع من الرفاهية أنذاك إنه الإخلاص والمودة والعيش لإسعاد الاخر ولا يري من الدنيا غير نصفه الآخر فهو الدنيا بالنسبة له
ما سبب التباعد الذي اصبح يخيم علي بيوتنا وإلي أين ذهبت السعادة
اين ذهبت الضحكات البسيطة وكثرت الشكاوي من الحياة
هل بسبب زيادة الإمكانيات المادية
او زيادة وسائل التواصل الإجتماعي
أو بسبب البحث عن السعادة الفردية
او بسبب البعد عن الهدف من الحياة والرساله المكلفين بها
او بسبب وجود احتاجات لم تكن في الماضى أدت إلي زيادة الفرقة للأسف زادت الإمكانبات المادية وزاد التباعد والفرحه لم تعد اللمة والدفء الذي كنا نشعر به
اهكذا يكون الشكر علي النعم بعد تحسن احوالنا كثيرا عن الماضي
نبعد عن من هم سبب النجاح والهروب والبحث عن الحب بعيدا عنهم  ونترك رعاية الأبناء وتتوه الدنيا وتضيع أجيال بسبب الإهمال  ليست كل الإحتياجات ماديه عزيزي الرجل
انت لست ورق بنكنوت بالنسبة لمن تعولهم احتواء الأسرة ومعرفة  ظروف كل فرد بها مسؤلية حضرتك
أليست هذه القوامة
  الزوج يبحث عن الحب بره البيت وتكثر الأسباب والمشاكل
ويصبح كل فرد في الأسرة وحيدا في واد لا يعنيه الأخر
ويبحث الزوج عن اشباع رغباته ايا كانت دون مراعاة هذا الكيان  الذي امضي حياته هو وشريكه عمره في بناءه
اليس هذا هروب وترك السفينه للغرق والنجاه بنفسك بحثا عن راحتك  الشخصيه التي تظنها تاركا الباقين للغرق في ظلمات الحياة
اعزائي
النجاح في الدنيا والآخرة يحتاج كثيرآ من تربية النفس
فكيف يصبر الإنسان أمام الشهوات إن لم يكن ربي نفسه
قال تعالي ( قد افلح من زكاها )
لذلك فإننا بحاجة إلي تربية النفس لإنتشال نفسنا ومن نعول ونفرس فيهم معني الإخلاص والتضحية والوفاء
اعزائي
إخلاص النية روح العمل ونتائجه النجاح في معارك الحياة
الله سبحانه وتعالي ينجي من أخلص النية من الفتن والشهوات
قال تعالي(وكذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )
احبتي اخلصوا نياتكم وابحثوا عن حل لمشاكلم داخل بيوتكم وعدم الهروب
الصراحة بما يجول بخاطرك مع الطرف الأخر بدلا من تبرير الأخطاء  أمام اشباع النزوات
فعلي الطرفين التفكير في الجوانب الإيجابية وتذكر المواقف الجميلة والصعبة التي عاشاها معا في تحقيق حلمهم
لابد لنا من مراجعة أنفسنا والرجوع إلي لم شمل الأسرة
وتنشئة اجيال مطمئنة لا تخاف من المستقبل
لابد للرجوع لسر الحكايه وهو التضحية وتقديم الحب
والسعادة للمحيطين بنا والتفاني والأخلاص في تحقيق الهدف ورجوع لم شمل البيوت والدفء الغائب
دمتم حكاية جميلة لمن حولكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى