خواطر وأشعار

وهـــــــــذا هــــــــــو الانتصــــــــــــــار

 

بقلم أشرف هوازل

في حساب الارض يبده أن الطـغـيان قد انتصر علي الايمان وان هذا الايمان الذي بلغ تلك الذروة العالية في نفوس الفئة الخيرة الكريمة الثابتة المستعـلية .

لم يكن له وزن ولا حساب في المعركة التي دارت بين الايمان والطـغـيان .

ولا تذكر الروايات التي وردت في هذا الحادث كما لا تذكر النصوص القرآنية أن الله قد أخذ اولئك الطـغـاة في الأرض بجريمتهم البشعة كما اخذ

قوم نوح .

وقوم هود .

وقوم صالح .

وقوم شعيب .

وقوم لوط .

او كما أخذ فرعـون وجنوده أخذ عزيز مقتدر .

فقي حساب الارض تبدو هذه الخاتمة اسيفه اليمة .

أفهكذا ينتهي الامر وتذهب الفئة المؤمنة التي ارتفعت إلي ذروة الايمان .

تذهب مع آلامها الفاجعة في الاخدود .

بينما تذهب الفئة الباغية ، التي ارتكست إلي هذه الحمأة ناجية .

حساب الارض يحيك في الصدر شئ امام هذه الخاتمة الاسيفة.

ولكن القرآن يعلم المؤمنين شيئا آخر ويكشف لهم عن حقيقة أخري ويبصرهم بطبيعة القيم التي يزنون بها وبمجال المعركة التي يخوضونها .

ان الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام ومن متاع وحرمان .

ليست هي القيمة الكبري في الميزان

وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة والنصر

ليس مقصورا علي الغلبة الظاهرة

فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة .

ان القيمة الكبري في ميزان الله هي قيمة العقيدة وان السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الايمان وان النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح علي المادة وانتصار العقيدة علي الالم وانتصار الايمان علي الفتنة .

وفي هذا الحادث انتصرت أرواح المؤمنين علي الخوف والالم وانتصرت علي جواذب الارض والحياة وانتصرت علي الفتنة انتصارا يشرف الجنس البشري كله في جميع الاعصار .

وهذا هو الانتصار .

)وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) الشورى41

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى