مقال

مازالت مدينة حلوان تعاني من التلوثات الناتجه من مصنع أسمنت حلوان فهل من مجيب من البيئه

 

 

✍️ هاني توفيق

 

ليس غريب أن تجد العديد من صيحات الاستغاثة والآهات المؤلمة، وصرخات الأنين المكتومة، وذلك بسبب عدم احترام آدمية الإنسان، في حقه كي يعيش حياة كريمة كما خلقه ربه، فنجد حياة خالية من التلوث والأمراض, حيث تحولت منطقة حلوان من مكانًا للاستشفاء والاستجمام يأتي إليها، ونجد فيها من يبحث عن استنشاق الهواء الصحي، فتحولت إلى مكانًا مُلغم بالملوثات والأدخنة والغبار

 

حيث انقلبت الأحداث رأسًا على عقب, فبعد أن كانت منطقة شبيهة بالمنتجع الصحي، تحولت إلى بيت زجاجي مليء بالغازات السامة، والتي تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى أرضها, وذلك بسبب إنشاء العديد من مصانع الأسمدة والإسمنت والكوك، حيث ولا يشعر بآلام تلك البشر سوى الخالق.

 

فيما تتسبب الأدخنة المنبعثة من هذة المصانع في العديد من الأمراض، والتي لاتُعد ولا تُحصى منها: الأمراض الصدرية, وتشوهات العظام (هشاشة العظام), وحالات الإجهاض عند السيدات، وصعوبة التنفس خلال فترة الحمل، وذلك بسبب ارتفاع نسبة التلوث في الجو.

 

كما أشارت العديد من الدراسات التي قدمها “جهاز البيئة”، أن معدل نسبة التلوث في حلوان لا مثيل لها في العالم كله, حيث تزيد هذه الملوثات في طره وحلوان والتبين عن المعدل المسموح به عالميًا عشرات المرات، وفي منتصف التسعينات وصل معدل التلوث الجوي إلى 32 مرة أكثر من المعدل المسموح به عالميًا.

 

وعلى هذا النحو، اختلف التكوين الطبيعي للهواء الجوي في تلك المناطق، فبدلًا من أن يكون عبارة عن أكسجين ونيتروجين كنسبة أساسية في الجو, تحول هذا التكوين الأساسي ليحل محله كل ما يميت الجهاز التنفسي، من ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والكربوهيدرات وأكاسيد الرصاص.

 

وهناك العديد من القصص والحكايات المنتشرة، بين أهالي منطقة كفرالعلو التابعه لحي حلوان حول تشغيل المصنع بالفحم ، فهناك من يقول أن أصحاب تلك المصنع واستغلوا عدم معرفتهم للقراءة والكتابة وبعثوا لهم أثنين من موظفي المصنع، وادعوا أنهم من الشئون الاجتماعية, ويقومون بجمع موافقات الأهالي وتوقيعاتهم، لأن الوزارة ستعطي كل منزل “ثلاجة وغسالة”.

 

ومن جانبهم، فقد فرح الأهالي وقاموا بالتوقيع على الأوراق، دون علمهم بحقيقة ما تحمله تلك الأوراق, ثم اكتشفوا أن كل هذا كذب وتزوير, فبعد التشغيل بالفحم والقمامه وعلم الأهالي بمدى خطورتها عليهم، وفتحوا باب التظلمات والشكاوى على أصحاب تلك المصانع, فوجئوا بأن تلك المصانع أُنُشات بناءًا على موافقتتهم.

 

ومن تلك الساعة وحتى الآن، وهم يجلسوا تحت سماء تلك المنطقة الملبدة بالغيوم الملوثة، ولا حياة لمن تنادي, فهل بعد أن تحولت هذة المشكلة من مشكلة صغيرة إلى كارثة تدق جرس الإنذار تبحث عن مجيبًا لها؟، وأصبحت مشكلة تُطرح في جلسات مجلس الشعب وتضخمت بهذا الشكل الكبير؟، هل سيبقى الوضع على ما هو عليه؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى