مقال

إخوة يوسف

(إخوة يوسف)

بقلم حامد الهلالي

كان لي إخوة أحبهم
أعيش بود وسلام معهم
كبرت وكبر معي همهم
أخوتي وأنا صغير تابع لهم
منهم من أحبني بجد
ومنهم أخذتة الغيرة
والحسد 

إخوة يوسف

ولااعرف سببا مهم
نضج العقل وأشتد عودي
وبانت محاسن وجهي
وعزم الشباب المفعم
كبر اخواني ومات الأب
وبعدة ببضعة سنين
التحقت به الأم
عشت مكسور الجناح
عصي الدمع تحت رحمة
الأخوان ونسائهم
وبقيت مصرا صابرا
محتسبا لتلك النضرات
الحاقدة منهم
عملي شاقا مرهقا بائسا
يائسا ولعيالهم أخدم
ولم أضعف او أكل أو
اتكاسل أو أمل
أحبهم رغم المعاناة
والألم أحبهم
وكبرت وبان النذير
الأبيض
في رأسي ولم أتزوج
أو به أحلم
كل همي أطعم فمي وأملأ
الجوف الجائع بكسرة
خبز أو عظم
كبرت وكبر معي الحزن
والوهن والهم
أدعوا الرب في صلاة
الليل أن يمنحني الصبر
والعزم
أخواني وعيالهم لم يفهموا
معنى الأخوة والدم
والشفقة وصلة الرحم
وكبرت ووهنت وأصبح
التوكأ
على عصاي همي الأعظم
حينها وبالصدفة الحمقاء
أكتشفت سرا أخرسا أبكم
بأني شقيقهم للاب فقط
وليس الأم
عرفت وأيقنت قصة
يوسف الصديق وأخوتة
يومها تكررت صدفتها
معي بل أكثر
حزنت ومرضت وجعت
وبردت فهملوني
في زاوية البيت المهجور
لأبي فأنا منكر
مواضب على الصلاة من
جلوس
وأرتجاف أعضاء بدني
ولوجه ربي أسلم
بعد أيام قلائل ولحظات
الغفوة وبين الصحوة
وإذا أفيق من حلمي
المظلم
كان حلم مرعب عرفني
حقيقة الحياة ومرارة
الحزن والجوع
وحكمة الرب الدائم الأرحم
~~~~~~~~~~~~~~~~
بقلم حامد الهلالي
حقوق النشر والتوثيق محفوظة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى