مقال

هل توجد علاقة بين الجن والقط الأسود؟

 

بقلم: اسلمان فولى

 

تحدث الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، حول علاقة القط الأسود بالجن، وهل من الممكن أن يكون جنًا بحق؟ وذلك بعدما جاءه سؤال من أحد متابعيه يقول فيه: قط أسود يقف أمام البيت فهل هو جن؟

 

منذ القدم ويهاب الكثير من الناس القطط السوداء نظرا لتعلقها بالكثير من الروايات والقصص القديمة التي تؤكد العلاقة بين تلك القطط خاصة السوداء منها وبين الجن.

 

كما أن الساحرات في عصور الظلام في أوروبا كان لكل منهن قطة سوداء الأمر الذي ربط بين القطط السوداء والأعمال والسحر والجن.

 

“جن لما يلهف عدوك” أجاب مبروك عطية منفعلًا عبر فيديو نشره على يوتيوب ذاكرًا قوله تعالى: “وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون”، قائلًا أن الجن سمي جنًا لأنه لا يرى، وقال إن الجنين الذي في بطن أمه لا يرى بالعين ولا تراه أمه حتى، فكلمة “الجن” و “الجنون” من نفس المادة التي تعني عدم الرؤية، أي أن الجنون يعني أن العقل لا يرى، وأوضح الدكتور مبروك عطية أن كل مادة جن لا ترى سواء كان جنينًا أو جنا، “فانت شاغل نفسك بحاجة ربنا قالك إنك مش هتشوفها أبدًا”، مشيرًا إلى قوله تعالى: “إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم”.

 

وقال الدكتور مبروك عطية إن العلماء أجمعوا أن الشيطان وجنوده لا يملكون للإنسان إلا الوسوسة، فلا يعاشره ولا علاقة له به ولا يتزوج منه ولا يتزوج منه الإنسان ولا غيرها من “الخزعبلات” التي تقال في عصرنا حسب تعبيره، “الناس مغرمة بالأساطير”.

 

قال الدكتور مبروك عطية موضحًا أن الجن إذا تشكل أخذ حكم المشكل، فإن حدث ذلك سوف يقتل كما يقتل القط، وهو حريص على عدم التشكل لأن أول شيء طلبه من الله هو “انظرني إلى يوم يبعثون”، فلن يعرض نفسه للهلاك.

 

وأكد الدكتور مبروك عطية أن ما ورد من نصوص أن الشيطان يأكل معك أو يقيم في البيت الذي لا يذكر فيه الله يعني نزوع البركة، لكنه لا يأكل معه بالمعنى المفهوم، “هل لو قدامك رغفين وإنت بتاكل ومقولتش بسم الله الرحمن الرحيم هتلاقي الرغيف التاني اختفى؟! بس لو كانوا 40 رغيف مش هيشبعوك لأن منزوع منهم البركة”، مشيرًا إلى أن البركة تتحقق بقول “بسم الله”، وقال العلماء أن المسلم حين ينساها يقول حين يتذكر: “بسم الله على أوله ووسطه وآخره”.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

” الْكَلْبَ الْأَسْوَدَ شَيْطَانُ الْكِلَابِ ، وَالْجِنُّ تَتَصَوَّرُ بِصُورَتِهِ كَثِيرًا ، وَكَذَلِكَ صُورَةُ الْقِطِّ الْأَسْوَدِ؛ لِأَنَّ السَّوَادَ أَجْمَعُ لِلْقُوَى الشَّيْطَانِيَّةِ مِنْ غَيْرِهِ وَفِيهِ قُوَّةُ الْحَرَارَةِ “.

 

ولكن ليس كل قط أسود يكون جنا ، أو شيطانا ، والأصل شمول قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الهرة : ( إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّهَا مِنْ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ ).رواه أهل السنن ، وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” وغيره . الأصل شموله كل القطط ، سواء كانت سوداء أو بيضاء أو رمادية أو غير ذلك من الألوان .

 

فلا نستطيع القطع في طائفة معينة من القطط للونها أو نوعها أنها من الجن ، فضلا عن القطع بأنها من الجن الصالح أو الجن الكافر ، إلا أن الجن الكافر قد يتشكل في صورة القط الأسود.هل توجد علاقة بين الجن والقط الأسود؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى