خواطر وأشعار

تكنيك الرواية: سلكت الكاتبة تكنيكًا سرديًا مختلفًا عن السرد المتسلسل، يمكن تسميته

 

 

 

 

بقلم ـ الدكتور سلامة تعلب

 

الرواية صادرة عن دار حسناء للنشر بالأسكندرية عام2019 م، في 174 صفحة من القطع المتوسط، حوت 12 فصلاً، كل فصل معنون باسم شخصية من شخصيات الرواية الرئيسة، والتي تساند البطلة(د. وداد) محور دوران أحداث الرواية وبؤرة اهتمام الشخصيات. الإهداء: مفعم بالمحبة والأمل، وجبر الخواطر، وتضميد الجراح. المقدمة: صُدًرت الرواية بمقدمة غنية وثرية ومكثفة؛ تلخص إبداع الكاتبة، وتهيئ لجو الرواية، بعين ثاقبة لناقدة فذة، هي الناقدة اللبنانية القديرة/ شامية الحسن.

 

التوطئة: جاءت بعد الإهداء والمقدمة؛ لتكشف عن أسلوب الكاتبة الرشيق، وبراعة جملتها الاستهلالية الوصفية، والمتأثرة بالفهم الحقيقي لمعنى الضلع الأعوج في الحديث النبوي الشريف.

 

تكنيك الرواية: سلكت الكاتبة تكنيكًا سرديًا مختلفًا عن السرد المتسلسل، يمكن تسميته بالسرد المحوري أو الدائري؛ حيث بنت روايتها-والتي كان من الممكن تسميتها وداد-على شكل قصص قصيرة لكل شخصية من الشخصيات الاثنتي عشرة واحتكاكها مع الشخصية الرئيسة والمحورية(د. وداد) وكأن هذه القصص القصيرة جاءت على هيئة شهادات من شخصيات تعاملت مع الدكتورة وداد عن قرب، ولمست فيها أخلاق الملائكة، وطعمت من يديها خبز الملائكة.

 

تبدأ الكاتبة كل فصل بحكمة فلسفية للكاتب والأديب الفنان”هنري ميلر” وتنطلق منها وتجسدها سردًا مجدولاً بالقوة والجمال، وجاء السرد بضمير المتكلم، وبدأت الكاتبة الرواية مباشرة بمقدمة فلاشية لوصف البطلة أولاً، ثم أعلنت عن اسمها في الصفحة التالية بعد أن ألفناها. شخصيات الرواية: جاءت على ثلاثة مستويات: البطولة: د. وداد، رئيسة: جميلة- د.حسن-حورية-سناء، ثانوية:

 

أحمد-ندى-يوسف-الطفل عمر-بثينة-ماجدة-أشرف، وفي رسم الشخصيات: تعرض الكاتبة بانوراما عامة عن الشخصية، ثم تنتقل إلى وصف تفاصيلها في مواضع متفرقة اللغة: استطاعت الكاتبة بلغتها البسيطة والمباشرة أن تحوًل الألم إلى أمل وجمال مثلها في ذلك مثل بطلتها وداد، كما في صـ10، وقد عبَرَت بتلك اللغة على جسر المتناقضات من المستحيل إلى الممكن، عن طريق توظيف اللغة بصورها ومفرداتها وإيقاعها وجرسها الهادئ، وزانها تأثرها بلغة النص القرآني البديع، ففي صـ50 “سأفعل على أن تعطوني من الله موثقًا” وصـ 54 “وما ينبؤك عن الحب مثل خبيرة” وصـ 57 ” يعيشون حياة ظاهرها كامل وباطنها من قبله العذاب” رصعت الكاتبة روايتها ببعض الصور الجمالية، ففي صـ16 “وكانت تشعر بوخز آلامهن ينخر عظام إحساسها، صـ17 “كنت أرى عينيها وهي تغالب دموعها، وهي تحاول اعتقالها بين جفنيها، عندما ترى مريضة تتألم” صـ 32 “دخلت بيتها الجديد، بل قبرها الجديد، مع سجانها العجوز الذي اغتال آدميتها وبراءتها منذ الليلة الأولى” وصـ 57 “فحطما معًا بيد الحب الحنونة كل قوانين الواجب الذي لا يجب” إلى جانب هذه المواضع الجمالية في الرواية نجد بعض الهنات التي يُنصح بالتخلص منها في الأعمال القادمة مثل:

 

اللجوء للإسهاب في كثير من المواقف التي يمكن تكثيف اللغة فيها كما في صفحات:98-102-103-116-121-125-133-140- 156-171، وهذا أمر يؤثر على تماسك السرد. مضمون الرواية: الرواية واقعية إنسانية، مملوءة بالمواقف الرومانسية والتراجيدية والآلام، وقد تناولت عدة قضايا تنضح بالمآسي، مثل: التفكك الأسري، والإدمان، وكثرة الإنجاب، وعمالة الأطفال، العشوائيات وخطرها على المجتمع، زواج القاصرات، مناقشة الموروث الشعبي عن الحب والزواج والإنجاب، تحليل شخصية الأنثى بدقة، الانتصار للمرأة المقهورة، ألم الموت والفراق والمرض والفقد. الكاتبة ميرفت البربري مبدعة واعدة مجتهدة، من جيل الكاتبات الشابات القادمات بقوة لعالم الرواية المصرية والعربية المعاصرة، كل التقدير لها ولجيلها من المبدعين والمبدعات. د. سلامة تعلب الناقد الأدبيتكنيك الرواية: سلكت الكاتبة تكنيكًا سرديًا مختلفًا عن السرد المتسلسل، يمكن تسميته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى