مقال

القرآن بين الفضل والهجر

 

بقلم مهندسة/هند السيد

القرآن الكريم هو كتاب الله نزل به أمين الوحي جبريل الأمين علي رسولنا الكريم فهو المعجزة الأبدية حتي قيام الساعة

هو سعادة المؤمن في الدنيا والآخرة فبه ستضاء القبور وبه نرتقي في درجات الجنة بكل آية نقرأها هو منهاج حياة المؤمنين

ولا أشد ألما في النفوس عندما نري الناس قد هجروة بل هجروا سعادتهم وعزتهم وفلاحهم بل أصبحوا يتمسكون بما يعود عليهم بالخلاط والفساد

وعندما كذب المكذبون بالرسول ورسالتة وشككوا في القرآن وأنه ليس من عند الله وأنه لم ينزل جملة واحدة كما كان في عهد الأنبياء والمرسلين السابقين

وبعد إلقاء شبهاتهم علي شخص الرسول صلى الله عليه وسلم هجروا ماجاءهم من الهدي والبينات وزين لهم شياطين الإنس والجن أعمالهم

فماكان من نبي الرحمه إلا أن يشكو الي ربه أن القوم قد هجروا القرآن وكان ذلك نابعا من حرصه علي هداية الناس وهو إبن قريش البار بأهلة والواصل لرحمه

فنزل قول المولي عز وجل (وقال الرسول يارب يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )

وردا علي ماأثارة كفار قريش فقد نزل القرآن الكريم علي مراحل متعددة وليس جملة واحدة فقد يعجز الصحابة عن إستيعابة وحفظه فالنزول متفرقا يعطي مهلة للحفظ والتدبر

حيث إقتضت حكمة الله أن تكون تربية أمة حبيبة بالتدرج وهذا من لطف الله ورحمته

والقرآن صالح لكل زمان ومكان وكأن النبي الكريم يشتكي لربه مانحن فيه من هجر القرآن

فقد هجره مسلمي العالم الآن إلا مارحم ربي فنادرا مايقرأونه وغالبا يتركون العمل به والعزوف عند سماع آياتة وعدم تلبية الدعوة لسماعه وعدم إتخاذه منهاج حياة ودستور لكل مسلم

فمن منا يداوم علي قراءته كما أمرنا الله فلقراءتة فضل عظيم ويجلب السكينة والطمأنينة في قلوب المسلمين فاز من تلاه وتتدبر آياتة وخسر من هجره

إن الإكثار من تلاوتة والمداومة عليه أدعي لفهم معانية وترسيخ مبادئه كما أن فيه من القصص والعبر لأخبار الأمم السابقة مايترك في النفس من عظة

فالقرآن يأتي شفيعا لصاحبة يوم لاينفع مال وبنون إلا من أتي الله بقلب سليم

فأهل القرآن هم خير الناس للناس هم أعلي منزلة وأرفع مكانة هم أعظم الخلق أجرا وأكثرهم ثوابا

فلتلهج ألسنتنا بتلاوته ولتترنح الأرض بترتيلة وليسمع لقراءتكم له دوي كدوي النحل

من هجره فقد مات قلبه ومن تعاهد عليه أحيا الله قلبه وأناره إجعله حجة لك لا عليك

فاليوم صحة وغدا مرض اليوم حياة وغدا موت اليوم فراغ وغدا شغل فإستغلوا أوقاتكم ممن يقربكم الي الله زلفي فأروا الله في أنفسكم خيرا

وجاهدوا بتلاوتة وحفظه حتي لا يأتي يوم لاينفع فيه ندم فما هانت أمة الإسلام إلا بهجر القرآن

علموة لأولادكم دربوهم أن يعيشوا في رحابة فهذه الأجيال بين أيديكم ستسألون عنهم يوم الوقوف أمام الله وإياكم أن يكون أولادكم أعداءا لكم وإلا فلا تلومن إلا نفسك

اللهم أجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا اللهم ذكرنا فيه مانسينا وإجعلة شفيعا لنا لا عليناالقرآن بين الفضل والهجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى