مقال

أيها الفاسدون اتركوا لنا مصرنا طاهرة

أيها الفاسدون اتركوا لنا مصرنا طاهرة

بقلمي/السيد شحاتة

إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الكون خلق الأرض طاهرة صالحة فأفسدها بنو آدم بذنوبهم وأفعالهم وعصيانهم وعلي هذا الأساس خشيت الملائكة من إفساد الأرض عندما أخبرهم ربنا بأنه جاعل في الأرض خليفه

فالفساد يبدأ بإصرارنا علي المعاصي ومايترتب علي ذلك من مفاسد والذي لن يقتصر علي أنفس الفاسدين دون غيرهم بل سيمتد الي ذريتهم من بعدهم وإفساد البيئة المحيطة به.

وبالتالي إفساد المجتمعات وإثارة الفتن والشبهات وعليه فإن الصراع علي ظهر هذه الأرض هو صراع بين المصلحين والفاسدين فالكون سيفسد لو سارت الأمور وفق أهوائهم ولو لم يجعل الله علي ظهر هذه الأرض علي مدار أزمنتها المتعاقبة.

بعض المصلحين لهم الفساد أرجائها وهنا لابد من وقفة في مصرنا الغالية والتي لازالت هدفا للمؤامرات التي تستهدف قيادتها وأمنها وشعبها وأرضها بل ومقدراتها ولكن إرادة الله قيد لها قيادة واعية مدركة لكل مايحاك ضدها داخليا وخارجيا

فعقد العزم ورفع اللواء لمحاربة الفاسدين ومواجهة كل أشكال وألوان الفساد وتطهير بلادنا منهم والحفاظ علي وحدتها وسلامة أراضيها فمواجهتم لا تقل أهمية عن مجابهة المتربصين بنا بالخارج بل إنهم وجها لعملة واحدة.

أيها الفاسدون اتركوا لنا مصرنا طاهرة

فيا أيها الفاسدون في الأرض كونوا صورا جميلة معلقة على جدران الحلم فإن رحلت تركت ورائها أثرها الطيب الجميل وعانقت بروحها أفنان الحلم فتزهر الأرض من قبلات المطر.

تعلموا كيف تبنى الأوطان ونسموا بأخلاقيات المجتمع ونرتقي أيها الإنسان إن الرجولة كلمة شرف إن فقدتها تخلت عنك الرجولة واختبأت داخل شيطان مارد.

يا من سرقت الوقت والحروف من باطن الحب وفلسفة الشعراء ودواوين العاشقين ليس بالكذب والخيانة تبنى الأوطان وليس بالحقد والنميمة والقتل يحيا الإنسان إنما الأديان محبة وسلام وما الإنسان سوى عابر سبيل فإن رحل ترك وراءه الأثر الطيب.

إن الإنسان فقد مصداقيته وأصبح يتاجر في كل شيء حتى الحب والزواج وأصبحت القيم بالية تنتظر الرجاء أن يكسوها حبا وسلام وهنا أدركت أن الإنسان يدوس على القيم والأعراف وينسى عهود الله أمام شهوة ربما لن تدوم سوى ايام وبعدها يكتشف أنه وقع ضحية نزوة عابرة

لكن هذه الشهوة التي هاجمته بصورة شيطان ربما تفقده أجمل ما لديه وهو الحب والأمان، واحترام الذات والإساءة إلى من وضعوا ثقتهم به

فقد رأيت أننا للأسف أصبحنا في عالم يقتل فيه الإنسان لمجرد التسلية وإثبات الوجود والقوة رأيت مجتمعات تنهار وقيما تموت دون سؤال أو رحمة أو خوف على غد أو ماض جميل كان.

رأيت أشخاصا تخادع وتتسلى بالقلوب ونحن على أبواب الموت نطلب الرجاء والدعاء من وباء فتك بالأرض نتيجة نكران الحق ونسيان الفضيلة وعهود الله رأيت ذئبا يأكل رفيقه إذا جاع وكذلك يأكل الإنسان لحم أخيه دون رحمة إذا خاب.

وفي مشاهدتي لهذا العالم الغريب رأيت أن هناك جندي يموت من أجل الحدود وفي المقابل رجل خان و باع كل الحدود رأيت إمرأة تبيع نفسها للشيطان وفقط لمجرد الغيرة والحسد من امرأة أخرى تفوقها جمالا وعلما

رأيت من الناس من تفضل الوحدة على صديق خير لها من مرافقة عالم مليء بالنميمة ودنيء الأخلاق

رأيت في بعض المجتمعات أن لا قيمة للعلم وأن الجاهل يعامل أرقى من متعلم وفارس عظيم لكنني رأيت في عيون بعض البشر أملا في الحياة وأن الله سوف يعيد بناء المجتمعات كي يصبح الإنسان فيها صاحب ضمير يخاف عاقبة الأمور ويتقي شر النفوس.

يا من تتلذذ متباهيا في علوك وجبروتك فاعلم أنه ليس هناك على الله كبير وأن الإنسان زائر بسيط واعلم أنه ليست هكذا تبنى الأوطان وترقى المجتمعات وأن الدين لا يقوم بالصوم والصلاة

فقط رأيت عالما يهوي إلى قاع الموت فالطيور حين تهاجر تموت وراءها الحياة وأنتم مسؤلون عن هذه الحياة التي هجرتها الطيور لأنكم سرقتم حلوها وصادرتم أحلامها فرحلت بعيدا كي تبني وطنا من جديد بريشها البريء

أين ستهربون يا من تسقطون كل شيئ جميل وتبنون على اطلاله مملكة من رماد فإذا جنت العاصفة اقتلعت معها كل اشيائكم الملوثة وأصبحتم من رماد وحين تبحثون عن طريق النجاة وفلسفة الوجود

تذكروا أنكم لوثتم بعقولكم كل جميل وحين ينتهي زمن اللا رجوع أين ستعيشون والعالم الجميل تحول إلى غابة يأكل فيها الكبير الصغير إنه قانون الجهل وطريق العابرين على حبر الحروف فلوثوا بأيديهم سحر الحياة ودمروا بنفوسهم وجشعهم قيم الأخلاق

وهذا يعني أنكم جميعكم واحد قوم ماكرون وحين تفسدون تبرعون في زرع السم وخيانة الأوطان والأعراف ومع كل هذا الكم الكبير من الفساد والحقد والنفوس المريضة دائما هناك روح حلوة تتحدى الأذى وتصرخ من عالمها الطيب الجميل

أنت هنا أيها الأمل سأقبض عليك بأنامل السلام وعهود الإنسان لرب السماء وأن الحلم والأمل باق طالما هناك روح حلوة تزرع البسمة على الشفاه رغم تزلف الأشياء وأن الأوطان تبنى بالحب والحلم الجميل بكلمة حلوة نبني أوطانا وبكلمة سيئة نشعل حروبا ونقتل الإنسان

كونوا كمن يمسح على وجه الوجع بالحب فيحي الروح ويعيد الأمل إلى قلوب ملأها اليأس وانهكها التعب أيها الفاسدون اتركوا لنا مصر طاهرة لاتلوثوها بسمومكم وأقوالكم الكاذبة فنفاقكم معلوم للكافه ولن تفلحوا فمصر محفوظة برعاية الله حفظ الله مصر وشعبها وأيدك الله أيها الرئيس بنصره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى