خواطر وأشعار

شبابيك

شبابيك:

 

بقلم: إبراهيم يونس.

 

القوى الخارقة والمعجزات التي منحها الله الأنبياء كثيرة وعظيمة بل وهي أعظم من أن تحصى أو تعد وذلك حينما استمدت عظمتها من عظمة المعطي المؤيد جل وعلا ولكن هذه الأمور وإن تفرد بها الأنبياء إلا أنها في حد ذاتها تفضل من الله على عباده بأن بين لهم قدرته في العطاء وأن عطاء الله حين يؤتيه من يشاء فإنه داخل في الدهشة والإعجاب بجلاله وكماله وقدرته.

 

في دنيا البشر العاديين بعض الإلهامات والكرامات التي يمنحها أهل الصفوة المحبوبين الذين داوموا النظر في شبابيك الأنوار الكونية والإشارات الربانية والتي كلما أمعنوا وأطالوا النظر كلما نالوا من فيوضات وأنوار الملك الذي يؤتي من يشاء بغير حساب.

 

ينظر المتقون المؤيدون من الله من شباك التخلي تاركين كل متاع زائل لا يفيد ولا ينفع ذاهبين وسالكين كل مسلك نحو البعد عن كل ما دون الله وهم بذلك مشتاقون إلى النظر إلى الباب الثاني الذي يؤهلهم إلى الحصول على شرف نظر الرب جل وعلا.

 

الشبابيك التي يصلون إلى النظر إليها بعد التخلى هي شبابيك التحلي ثم التجلي وذلك عندما يتحلون بالفضائل بعد أن تخلوا مسبقاً عن الرذائل وغيرها متبعين الهدي القويم والتمسك بكتاب الله ومراداته وسنة النبي ومعطياته وفهم السلف الصالح المستنير المعتدل الذي لا غلو فيه ولا تطرف ولا تفريط فيه ولا تخاذل.

 

يشتاق المحبوب للنظر إلى شباك التجلي الذي هو أعظم شبابيك المرادات الربانية وأجل النظرات إلى جناب حضرة الراضى وتجليات أنواره وفتوحاته وفيوضاته على قلب المحب المتيم بنور الأنوار ومشكاة الأسرار ولذلك فهو موصول بالنظر والشغف ومتطلع إلى أمل اللقاء وحسن الجوار.

 

أيها المحب الناظر إلى شبابيك التخلي والتحلي والتجلي كن على يقين أن المدد في زيادة وأن الأنوار في ريادة وما عندكم ينفد وما عند الله باق.

 

وإلى لقاء آخر إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى