القصة والأدب

الشاعرة والأديبة الدكتورة نادية حلمي أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، والخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، تكتب قصيدة جديدة تحت عنوان ”وإنزويتُ قليلاً

الشاعرة والأديبة الدكتورة نادية حلمي أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، والخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، تكتب قصيدة جديدة تحت عنوان ”وإنزويتُ قليلاً”

 

متابعة حمادة غالي

تقول كلمات القصيده:

وإنزويتُ بِنفسى قليلاً أُرقُبُ ضجيجُ الصباحْ

وكُنتُ أُدندنُ وحدى تواشيحَ حُبٍ بأعلى صوتٍ وبإِسْتِرسَالْ

 

فتأملتُ فجأة تِلكَ الوُجوهَ وشُعاعُ حُزنٍ يلوحُ ينبثقُ فيها

فأنقبضَ صدرى، وقلتُ لعل الناسَ يوماً تستفيقُ وتُشرقُ بِالأملْ فى تِلكَ المُقلْ

 

قد كُنتُ يوماً كهؤُلاءِ الناسِ الغاضِبُونْ.

فلعلهُمْ قابلوا مثلى أُناساً كنّا نظُنُهُمْ قد إرتفعوا لأعلى، فإذا بأخلاقهمْ تُدنيهُمْ منا لِأسفلْ

 

أُناسٌ مهما أِرتقُوا ولمعُوا، فإنهُمْ قدِ أختارُوا حياةَ ظلٍ…

لأنهُم قدِ أِستباحُوا كُلُ شئٍ فيها، ولم يرضُوا أبداً بِالقليلْ

 

 

فما أقبحُ الإنسانُ منا حين يغترُ فجأة بنفسه..

فيصيرُ باطنه عليل، رُغمّ إدعائهِ بِأنّ ظاهره كان دوماً أجملْ

 

أمسكتُ قلماً وطفقتُ أكتُبْ: هل شفِيتُ الآن مِنْ تِلكَ الوُجُوه.

فإذا بصوتٍ يعلو أمامى بِأنّ شفائى مِنهُمْ مسألةُ وقتٍ وليس صُدفة أوِ إِحتمالْ

 

فهزمتُ صوتاً قدِ أِعتَلانِى بِأننى قد صِرتُ أقوى…

ولم أعُدْ تِلكَ الضعيفة المُستكينة التى ظنُوا أنهم قد هزمُوها يوماً بِكُلِ إِِهْمَالْ

 

 

أبصرتُهُمْ، فأختفى هذا البريقُ بداخلى حين كُنتُ ألمحه حين أراهُم وقتها…

قد أينعتْ وإِستَكَانتْ تِلكَ الهزيمة بِداخِلى، فمضيتُ وحدى أُحاربُهُمْ بإستِبسالْ

 

فهُمْ أُناسٌ ليسُوا مِنا، قد حاربونا ودمرونا وظنوا أنهُم بذلك قد سلبوا منا حقنا فى تِلكَ الحياة…

فتحولَ الجمالُ على يديهم إلى رمادْ، وتحولَ الحقُ إلى ركامٍ و إنتِحالْ

 

قد كُنتُ دوماً ماضيةً فى طريقى مثلُ غيرى…

إِلى أن أبصرتُهُمْ فجأة أمامى، وهُمْ يأكُلُونَ تِلكَ الحُقُوقِ يغتصِبُونَها، ويُروعونَ الناسَ إستِغلالاً و إستِغفالْ

 

قد فاقَ ما لقيتهُ مِنهُمْ بِداخِلى كُلُ شئٍ وتعدى فى تصورى أىُ إحتمالْ…

فصرتُ أهذى بعباراتٍ تنمُ عن إنتصارى عليهُمْ بعد حينٍ، وأنا أجلسُ الآن بإعتِدالْ

 

فأخذتُ نفساً عميقاً لدىّ، كهُدنةٍ من حربىّ معهُمْ

وكأننى كُنتُ أهرُبُ مِنهُمْ لعالمٍ صنعته لِنفسى وهماً مِنْ خَيالْ

 

فتذكرتُ رُغماً عنى كيف أندفعتُ وإنهمرتُ شلالاً من دِمُوعٍ ساخِنةْ…

وأنا أستفيقُ بِداخِلى وأرتفعُ كطائرٍ تساوره الشُكُوكَ توجُعاً، وهو يطيرُ بحُريةٍ وبِلا إِذلالْ

 

فاليومُ أمضى وحيدةً وأنا أُضئُ لنفسى هذه الشُمُوعْ… وأُذكِرُ نفسى، بِأنّ القِتالَ فُرِضَ علىّ، وبِأنّ التراجُعْ عن طريقى أمرٌ مُحالْ

 

ومضيتُ أمسحُ بيدى أىُ همٍ قدِ إعترانى، وأنا أتخلصُ ملياً مِنَ تِلكَ الدِمُوعْ

فصرتُ أبنى لنفسى جُدراناً لأعلى كى أمنعُ هذا الحُزنَ مِنَ الوِصُولْ

 

أجلسُ، أُقلبُ الآن صفحاتَ تِلكَ السنينْ فرأيتُ الدهرَ مُختلِفاً يدُور، فلا حُزنٌ يدومُ ولا سرورْ

فأقسمتُ بربى بِألا أكونُ لديهمْ كعابرِ سبيلْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى