القصة والأدب

الوسادة الغالية:

الوسادة الغالية:

 

بقلم: الدكتور إبراهيم يونس.

 

نعيش في هذه الدنيا بين تفكير في أمر الرزق مع أنه محسوم من الله سبحانه وتعالى الذي تكفل بأمر الرزق حتى أقل مخلوق من مخلوقات الله له الحق في رزق الله وحتى الكفار لهم حق في رزق الله من باب الربوبية فالرب للجميع والإله للمسلمين الموحدين بالله رب العالمين مع ضرورة الوضع في الحسبان والاعتبار قضية التوكل على الله فلا يعقل أن يكون الرزق بلا توكل حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ).

 

كذلك العمل كل العمل والسعي في الإنتاج حتى يعم الرخاء أرجاء الأمة فما تقدم الغرب اقتصاديا إلا بواقع العمل والنشاط والتركيز على النماء المجتمعي والترابط السكاني نحو المضي قدما للارتقاء في كل نواحي الاقتصاد والنماء.

 

لا شك أننا حينما نعمل نحتاج إلى راحة ولا أعظم من الوسادة الغالية التي نفترش ظهورنا عليها فهي التي نبث عليها التعب والإجهاد وعناء التفكير والتخطيط وهي لا تشتكي بل إن شئت فقل قد تساعدنا أحياناً في وضع بدائل وحلول لما يجول بخواطرنا في النوم من أحلام أو رؤى ولذلك هذه الوسادة وإن باتت في نظر البعض عديمة القيمة أو أنها جماد لا تشعر فأنا أرى أن هذا وهم لا يليق بمن نضع عليها خدودنا وتسمع همومنا وأحلامنا وترى بعين الصاحب ما نرجوه وما نبتغيه وما نطلبه من الله فهي شاهدة على أفراحنا وأتراحنا وآمالنا وآلامنا فمهما تغيرت أوضاعنا وتبدلت مشاعرنا تظل تلك الوسادة صامدة أمام التحديات وكل المستجدات التي تطرأ على بالنا وتفكيرنا وخوالجنا وشعورنا فما عانت يوماً وقالت لم أعد أتحمل ولم تتركنا من أول مشاحنة دارت بين عقولنا وعواطفنا بل ظلت منصتة صاغية لكل ذلك وكأنها الأب والأم والصديق الذي لا يمل من حديث صديقه.

 

عزيزي القارئ لا تستهن بالوسادة فهي أصدق وأوفى بكثير من بعض البشر ولذلك أقولها لوسادتي بكل صدق ( شكراً وسادتي الغالية ).

 

وإلى لقاء آخر إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى