نماذج مشرفة

بعض الرجال لا يمحي وجودهم الموت!

بعض الرجال لا يمحي وجودهم الموت!

 

كتب: إسلام جمال.

 

بعض الرجال لا يستيطع الموت أن يتغلب على وجودهم وبقاء ذكراهم، ومن أوائل هؤلاء الرجال رجل الخير والعطاء الراحل الحاج سعد أبو القراميط، لا اعتقد أن شخصاً في محافظة الشرقية لم يسمع عن عطاء هذا الرجل إن لم يكن قد مسه بالخير، فهو قائد فض النزاعات الأهلية في مركز الحسينية خاصة لأنه مسقط رأسه وباقي مراكز الشرقية عموماً.

 

لم يبخل الحاج سعد أبو القراميط يوماً لا بصحته ولا وقته ولا ماله في حل النزاعات والسعي في كل أبواب الخير، ولم يتوقف عن ذلك طيلة حياته، فكان دائم التنقيب والبحث عن المتخاصمين حتى يصلح بينهم، ويبذل في سبيل ذلك كل ما أوتي من قوة ومن مال ووقت، هذا كله كان خير من أجل الخير وابتغاء مرضاة الله عز وجل.

 

ولكن هي سنة الحياة، الأشياء التي نحبها لا تدوم للأبد، وسنة الله في كونه الموت، فانتقل الحاج سعد أبو القراميط إلى رحمة الله سبحانه وتعالى، وكانت قلوب كل من عرفوه تبكي دماً، وظل الجميع حزانى عليه إلى يومنا هذا.

 

ولكن الحاج سعد أبو القراميط عمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه ‘إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. ومنهم ولداً صالح يدعوا له’، فقد رحل الحاج سعد أبو القراميط لكنه ترك خلفه أولاده الذين سلكوا مسلك أبيهم في حمل راية الخير وحل النزاعات والسعي بين الناس بالخير، فقد ترك المهندس إسماعيل سعد أبو القراميط، والدكتور سعيد سعد أبو القراميط، وأصبحا خير سلف لخير خلف، ولم يتركوا ما بدأه أبيهم بل إنهم أكملوه على أتم وأكمل وجه، حتى يكون سعيهم في ميزان حسنات أبيهم، وحتى تظل ذكرى الحاج سعد أبو القراميط باقية بالخير بين الناس، فكانوا له نعم الأبناء كما كان لهم نعم الأب.بعض الرجال لا يمحي وجودهم الموت!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى