مقال

نفحات إيمانية ومع خطورة السرقة على المجتمع “الجزء الثالث”

نفحات إيمانية ومع خطورة السرقة على المجتمع “الجزء الثالث”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع خطورة السرقة على المجتمع، والقاعدة الربانية الثالثة التي ترسي حرمة التعدي تحريم أكل الأموال بالباطل وضبط التصرف في المال بضوابط المصالح العامة، وحرمة اكتساب المال بطرق غير مشروعة، تضر بالغير وذلك فى قوله تعالي “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل” وجعل التملك والكسب عن تراضي فقال تعالي “وأحل الله البيع وحرم الربا” ومن ضوابط عدم التجاوز تشريع العقوبات الحدية كحد السرقة والتعدي بقوله تعالى “والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما” وكذلك حد الحرابة والتعدي والسطو والعقوبات التعزيرية حال الاختلاس والرشوة والغلول وغيرها ما بين عقوبات نصية مقدرة وعقوبات تقديرية للقاضي.

 

وكذلك شرعت وسائل الكسب الحلال وإنماء المال الخاص والعام ولخطورة التعدي على المال العام يجب أن يعلم الإنسان حدوده وضوابطه وأملاك بيت المال ويذكره الفقهاء في باب البيع، والرهن، والإجارة، وفي جميع أبواب المعاملات، وفي باب السرقة أي أنه من حق الناس جميعا الانتفاع بالمال العام حسب الضوابط التي يضعها ولي الأمر، والمستنبطة من أحكام ومبادئ شريعة الإسلام كالمرافق العامة كالقطارات والسيارات والحدائق العامة والمستشفيات الحكومية والمدارس والجامعات وغير ذلك، وهذه المرافق نمتلكها لأنها بمالنا ومال أبنائنا فكل منا يشعر بملكيته لها، وعليه أن يرعاها ويصونها ويحافظ عليها حتي تبقى سليمة، ويمكن الانتفاع بها إلى أقصى حد.

 

إن صيانة وحفظ المواطن للمال العام واجب يمليه عليه دينه الحنيف لذا فهو يحرص عليها كما يحرص على ماله الخاص لأنه يعلم أن المال العام هو مال جميع أفراد الوطن وأن الاستيلاء عليه أو التفريط فيه يعد جريمة وخيانة، فعلى العاملين في حقل التعليم استشعار عظم المسؤولية التي تحمّلوها، وأن لايستثقلوا عملهم أويتبرموا أو ييأسوا فعقول الناشئة بين أيديهم، وثمر الغرس يخرج ولوبعد حين، وممن يتحمّل المسؤولية في جريمة السرقة الفراغ والبطالة التي يعيشها بعض الشباب اليوم، نتيجة خلل في تربية الأسرة وتربية المجتمع، فنشأ الشاب على الراحة والترفيه وحب التقليد، جعل من بعض شبابنا نموذجا سيئا للشباب المسلم، فلا صنعة يعرفها، ولا مهارة يتعلمها.

 

ولا وقت يهتم لضياعه، يعجبك ذلك الشاب الذي ليس لديه وقت للفراغ، فبعضهم انهمك في خدمات خيرية واجتماعية، وبعضهم ذهب إلى بعض المعاهد فتعلم مهارة نفعته أو عنده موهبة فصقلها ونمّاها، فعادت عليه بالفائدة والخير، أما ذلك الشاب العاطل الذي لا يتعلم ولا يريد أن يتعلم فيريد المال تلو المال، وعند غياب المال عند البعض ربما جرّه قرناء السوء إلى باب السرقة وأبواب أخرى من الجريمة، وقرناء السوء حدّث عنهم اليوم ولا حرج، فكم أغوى صديق السوء من مستقيم، وكم دمّر صديق السوء من أسر، إنهم شياطين الإنس الذين لا يوحون ولا يوسوسون إلا بالسوء، وصدق الله إذ يقول “ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولا”

 

فحذارى من أصدقاء السوء، وصديق السوء له صفات واضحة وظاهرة، من أهمها أنه لا يفعل الخيرات ويأتي المنكرات، بل ربما يشجع صاحبه عليها، وصديق السوء لا يعلمك الخير ولا يشجع على الخير، مثل هذا لا خير فيه ولا بركة فيه، والبعد عنه غنيمة، ومن الأسباب أيضا الفقر الشديد وقلة ذات اليد، وهي إن لم تكن سببا مباشرا ولكنها عامل مساعد على الجريمة، فكم من فقير وهم الأكثر، لم يفكر مجرد التفكير في الانحراف، ولكن أحيانا مع قلة الدين أو تفكك الأسرة أو إغراء أصدقاء السوء أو الوقوع في مصيبة أو الرغبة في المتعة وحتى لا يكون أقل من فلان وفلان، فيلجأ إلى الاختلاس والنصب والاحتيال والرشوة، فواجب المسلمين اليوم أن يكونوا يدا واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى