مقال

نفحات إيمانية ومع فى بيوت أذن الله أن ترفع “الجزء الخامس “

نفحات إيمانية ومع فى بيوت أذن الله أن ترفع “الجزء الخامس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع فى بيوت أذن الله أن ترفع، فيقول مجاهد وأبو وائل، تلميذاه وقف ابن عباس يوم عرفة بعد صلاة الظهر، فأخذ يشرح ويفسر سورة البقرة، آية آية، حتى غربت الشمس، والله ما تلعثم، ولا توقف، ولا تنحنح، ولا سعل، والله لو سمعه اليهود والنصارى لأسلموا عن بكرة أبيهم، فهي جامعة المسجد التي أنشأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عباس رضى الله عنهما يدخل إلى هذا المسجد ليتعلم علما نافعا، ويقول أحد تلاميذه رأيت ابن عباس من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، يردد آية واحدة، ويبكي حتى الصباح، وهي قوله تعالى فى سورة النساء “ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا”

 

ويظن أعداء الإسلام أن الإسلام لا يعرف النظام، فهذا هو رستم قائد يزدجرد في معركة القادسية قال أريد أن أرى المسلمين هذا اليوم، وذلك قبل المعركة بثلاثة أيام، وكان قائد المسلمين سعد بن أبي وقاص أحد العشرة، فأشرف رستم على المسلمين فوجدهم يصلون في مُصلى، وهم ثلاثون ألف، يكبر سعد فيكبرون، ويرفع فيرفعون، ويقرأ فينصتون، فأخذ رستم يعض أصابعه ويقول علم محمد الكلاب الأدب، بل علم محمد الأسود الأدب، وأما ذاك فهو الكلب الرعديد، الذي أزالته سيوف التوحيد بعد ثلاثة أيام، فنحن أمة النظام، ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن التشويش في المسجد، ففي الصحيح أنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع والشراء في المسجد.

 

وقال “من رأيتموه يبيع ويشتري في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك، فإن المساجد لم تبنى لهذا” أهذا سوق؟ أهذا حراج؟ أهذا مكتب عقار؟ بل هذا مسجد، ومصلى، وهذا منبع للأرواح، وانطلاق للكلمة، ورفع للمسئولية، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا سمعتم الرجل ينشد الضالة في المسجد فقولوا لا ردها الله عليك” فهل المسجد للإعلانات؟ كلما ضيع أحد حمارا أو ناقة أو دجاجة قام بعد الصلاة يلقي محاضرة على المسلمين أنه ضيعها، فمن وجدها بأوصافها وألوانها فليردها؟ فهذا معناه الفوضى، وإدخال الفوضى في الإسلام، والإسلام بريء من الفوضى والتشويش على المصلين، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا، وقطع هذا.

 

وصح عنه صلى الله عليه وسلم عند الحاكم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال “لا تقام الحدود في المسجد، ولا يُستقاد فيها” فالجلد، والرجم، وقطع يد السارق، لا تقام في المسجد لأن المسجد له مهمات أخرى غير هذه المهمات، وصحيح أن الأحكام والحدود تعلن من على المنبر، ففي الصحيحين من حديث السيدة عائشة رضى الله عنها أن المخزومية لما سرقت أتوا يشفعون فيها، فغضب عليه الصلاة والسلام فقام في المسجد على المنبر وقال “يا أيها الناس إنما أهلك الذين كانوا من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” فأعلن الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه نفذه خارج المسجد.

 

وقيل دخل عثمان بن عفان رضى الله عنه إلى المسجد ليجدد إيمانه في المسجد، فقرأ القرآن في ركعة واحدة من أوله إلى آخره، من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر، فهؤلاء جيل محمد عليه الصلاة والسلام، فقال تعالى “أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده” فمن المسجد تخرج ابن عباس، وتخرج عثمان، ومن هو أقضى القضاة؟ وهو علي بن أبي طالب، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال “أقضاكم علي” فهو علي بن أبي طالب، صاحب الكلمة الحية، والأدب الراقي، فقيل لم يوجد بعد الرسول عليه الصلاة والسلام أبلغ من علي بن أبي طالب رضى الله عنه، فقيل أن علي بن أبي طالب هو رجل الكلمة، فقد سئل علي بن أبي طالب، كم بين العرش والأرض؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى