مقال

نفحات إيمانية ومع مكانة المسجد فى غرس العقيدة “الجزء الثانى “

نفحات إيمانية ومع مكانة المسجد فى غرس العقيدة “الجزء الثانى ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع مكانة المسجد فى غرس العقيدة، وقال صلى الله عليه وسلم “أحب البلاد إلى الله تعالى المساجد، وأبغض البلاد إلى الله تعالى أسواقها” رواه مسلم، ولقد رغب القرآن في عمارتها وتعميرها فقال تعالى “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر” ورغبت السنة في حديث ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” وعدّ منهم “ورجل قلبه معلق بالمساجد” رواه مسلم، وإن بيت الله جامعة مثمرة منتجة تنجب فطاحل العلماء وكبار المقرئين في كل عصور الإسلام الزاهية, مما يؤثر ذلك على المجتمع إيجابيا فيخرج أناسا صالحين نافعين لمجتمعهم يعملون بكتاب الله ويبذلون الغالي والنفيس من أجل خدمة عباد الله، وقد أشاد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

بأهمية الدور التعليمي للمسجد وحث عليه ولم يقتصر الدور التعليمي للمسجد على الرجال بل نافست عليه النساء لما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم ” غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن” رواه البخاري، وفتح المسجد بابه للمرأة لتشهد دروس العلم ليتأكد حق المرأة في تحصيل العلم ومشاركة الرجل في الحياة العلمية وقد أعجبت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بإقبال الأنصاريات على العلم فقالت “نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين” رواه البخاري، فالمسجد مركز علم ودعوة لا يقف دوره عند الوعظ والفتوى.

 

والحل والحُرمة مع شرف هذا وإنما كان له دور كبير أيضا في تصحيح الأخطاء ومعالجة التصرفات الخاطئة وتعليم الناس الصواب وإرشاد المجتمع إلى السبيل الأمثل والطريق الأقوم، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من بني أسد على صدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إليَّ فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وحمد الله سبحانه تعالى وأثنى عليه ثم قال “ما بال العامل نبعثه فيأتي ويقول هذا لك وهذا لي؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدى إليه أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر, ثم رفع يديه وقال ثلاثا ألا هل بلغت؟” رواه البخاري ومسلم.

 

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال “جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فقال “صليت يا فلان؟” قال لا، قال “قم فاركع ركعتين” وفي رواية “فصل ركعتين” رواه البخاري ومسلم، كذلك يقوم المسجد بتوعية المجتمع وتثقيفه وتعليمه من خلال خطبة الجمعة وحلق الذكر وتقديم الفتاوى والاستشارات وتحديد المواقف إزاء النوازل والمستجدات مما يساهم في توعية الناس وتثقيفهم في أمور دينهم ودنياهم، ويقول الله عز وجل “قل أمر ربى بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد” أى فى أى مسجد كنتم “وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون” وأما دور المسجد في الجانب الاجتماعي فكان عظيم.

 

فقد كان المسجد مقرا لاجتماعهم ومركزا لمؤتمراتهم ومحلا لتشاورهم وتناصحهم، فيه يتلاقون ويتآلفون ويتعارفون وعلى الخير يتعاونون يتلمسون فيه غائبهم ويودعون مسافرهم ويعودون مرضاهم، وإن للمسجد دور ريادي في معالجة مشكلة الفقر والقضاء عليها وإشاعة التعفف في المجتمع فقد أنزل الله في أهل الصفة قوله تعالى ” للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا” فكان المسجد متكفلا بهم مراعيا لهم لا يألو جهدا ولو بالقليل في إطعامهم وإدخال السرور عليهم، “فإذا أتى النبى صلى الله عليه وسلم صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها” رواه البخارى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى