مقال

حديث الصباح

حديث الصباح

 

أشرف عمر

المنصورة

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ:

*{ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ }.*

 

قَالَ : أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

 

قَالَ: *{ أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي }.*

 

رَوَاهُ مُسْلِم.

 

*شرح الحديث:*

الأمانةُ من مَحاسِن الأخلاقِ، والتَّعاملُ في التِّجارة والأمورِ المادِّيَّة يَستلزِمُ الأمانةَ؛ حتَّى تتِمَّ الأمورُ والتَّعاملات بين النَّاس بلا مُنازَعات، وبلا إثارةِ شُرورٍ في المُجتمَع، وعلى العكسِ مِن ذلك؛ فإنِّ الغِشَّ والخِداعَ يَجلِب على المجتمعِ الويلاتِ مع البَغضاء والتَّشاحُن بين النَّاس.

 

وهذا الحديثُ يُوضِّح أنَّ الغِشَّ ليس من الإسلام، وأنَّ الغشَّاشَ على خَطرٍ عظيمٍ، وفيه: “أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مَرَّ على صُبْرَة طَعامٍ”، الصُّبْرَة: هي الكَوْمةُ من الطَّعام، “فأدْخَل يدَه فيها، فنالتْ أصابعُه بَللاً”، أي: فوجَد بَللاً في أسفلِ الطَّعام، “فقال: ما هذا يا صاحبَ الطَّعام؟ قال أصابتْه السَّماءُ”، أي: سقَط عليه المطرُ فبلَّله، وهذا يعني أنَّه جَعَل الجافَّ الصَّحيحَ ظاهرًا، والمبلولَ الرَّديءَ في الأسفلِ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم له: “أفلا جعلتَه فوق الطَّعام كي يراه النَّاسُ؟!”، أي: حتَّى يراه النَّاسُ، ويَعلموا بحالِه وما فيه العَطَب، وقد كانوا يَتبايَعون بالصُّبَرة كاملةً دون النَّظرِ إلى ما فيها، وقد عدَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عملَ هذا التَّاجِر غِشًّا، فقال: “مَن غشَّ فليس مِنِّي”، أي: مَن خدَع النَّاسَ بأيِّ صورةٍ فليس على هَدْي النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسُنَّته وطريقتِه، وهذا زَجْرٌ شديدٌ من النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وفيه تهديدٌ لِمَن تَمادى في الغِشِّ بأنْ يَخرُج عن طريقةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

*وفي الحديث:*

الزَّجرُ والنَّهيُ عن الغِشِّ في كلِّ الأمور وفي المعاملاتِ خاصَّةً.

 

ضرورةُ تَبيينِ عيبِ السِّلعة للمُشتَري.

 

*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى