القصة والأدب

البارانويا ( مطعم آكلي لحوم البشر ) الجزء الأول

البارانويا ( مطعم آكلي لحوم البشر ) الجزء الأول

بقلم / عبدالله إيهاب

اااه ها قد جئت ! كنت أتوقعك تفضل الجلوس لساعات متأخرة والجو مظلم .. لدي بعض الشاي السادة -كما يقولون عندنا – لقد أضفت له بعض السكر لكن يمكنك أن تضيف ما تريد منه لكن لا أنصحك بهذا صحيح أنك شاب لكن مرض السكري لا يميز الشباب والكهول ، كهل بالمناسبة كلمة تدل علي الأربعين من العمر ليس علي الثمانين كما يظن أغلب الناس ! ماذا ؟ أنت تعلم . لا بأس يبدو أنك مثقف ، أرى أنك بدأت تمل من ثرثرتي وتودني أن أنتقل مباشرة للموضوع حسناً ، حسناً تمهل لابد من بداية للقصة وأنا بصراحة لا أعرف من أين أبدأ لما لا أبدأ من البداية لا لا ليس البداية من حيث الولادة وإلا طالت هذه القصة ، ثم من يحب أيام الصراخ والعويل هذه أنا لا أحب الأطفال وأراهن أنك لا تحبهم كذلك قد تقطب جبينك وتدعي عكس ذلك لكن أنتظر إلى أن يبدأ البكاء وسوف تمرره إلي أمه وبالطبع لن أبدأ من أيام المراهقة ، من يحب حب الشباب والأحلام الكبيرة والأمنيات التي لم تتحقق إطلاقاً ، لم لا نبدأ من الشباب ! الأن .. لنقل أنني شخص عشت وحيداً زمناً طويلاً من حياتي لذلك لطالما كانت أفكاري مختلفة قليلاً عن باقي الناس ، عشت في شقة متواضعة في حي ال.. لنقل أنه حي ربما أخبرك بإسمه لاحقاً ! متوسط الطول والبنية ، بصراحة ومن الوهلة الأولب ليس هناك ما يهُم في حياتي هذا ما ظننته لكن ما هو الشئ الغريب الذي تنتظره الشئ الذي تجلس بسببه أمامي هنا في الواقع هذه ليست قصة من هذا النوع ولو رغبت في التقطيع والتشريح والزومبي ومصاصي الدماء فلن تجد ذلك هنا ! أسف علي إفساد الأمر لكني لا أريد أن يخيب ظنك لاحقاً علي أيٍ كنت أعيش حياة عادية غير متزوج ، أعمل في مطعم ، لدي شهادة جامعية لكن مجال عملي لا يمت لها بصلة ! تمر الأيام وأنا أنا أخذ الطلبات من العمال وأرجع الفكة

عمل ممل نوعاً ما لكنه يتيح لك إلتقاء أغلب وأغرب أنواع الناس ! أحياناً ينشب شجار فتصبح الأحداث ممتعة لوهلة ثم يتدخل الناس فينتهي ، أرجوك لا تقل لي أنك لا تحب المشاجرات في حينها لا سمح الله أعتبرك كاذباً تماماً ! الجميع يحب ذلك لا تحكم علي فأنا لم أحكم عليك ، كل شئ كان يسير بطريقة عادية حتي تم تعيين مدير جديد للمطعم .. المطعم في حد ذاته مكان فخم بعض الشئ لكن عمل المدير لا يهم يظل في بيته أغلب أيام الأسبوع ويأتي ليصرخ في الموظفين ويأخذ مبلغاً محترماً أخر الشهر لكن المدير الجديد كان غريباً بعض الشئ ! لا ليس أكل لحوم بشر أو مذءوب

أهدأ ولا تستبق أحداث القصة ! المهم هذا المدير كان مختلفاً كان يأتي قبل جميع العمال وينصرف بعد الجميع دائماً يتجول ويتفقد ويصحح لكن لم يكن منزعجاً بل بالعكس كان قد بدا أن الجميع أحبه !! علي الإعتراف لقد كان لطيفاً بعض الشئ ستقولون لي ” إذا ماذا هنالك مدير جديد لطيف عليك شكر النعمة بدل التذاكي ” هذا ما تقولون ، أعترف أنني لا أرتاح لمثل هذا النوع من الناس الجميع لديه ما يخفيه ، الجميع لديه كذبة يخبرها لا يهم كبيرة أو صغيرة لا أحد مثالي هكذا ! خاصة في هذا الزمن ، قد تتهمني بالشعور بالنقص وبأنني أحاول إنزال الأخرين إلي مرتبتي ! أنت علي حق الجميع لديهم بعض الشعور بالنقص وبعض المشاعر الغريبة الغير مبررة أنا فقط صريح مع نفسي ، المهم .. الرجل بدين بعض الشئ ليس البدانة التي تمنعك من الحركة لكن لديه ( كرش ) لا بأس به لابد أنه فخور بها أقصر مني بشكل لا يُلاحظ بسهولة ، لطيف المعشر ( كما يبدو ) إذ دائماً تجده يمازح الموظفين ويثرثر معهم وهم أيضاً يبدو أنهم يرتاحون له بحق أنت يمكنك أن تلاحظ عندما يكون الموظف مع المدير لا يمكن أن يرتاح له إطلاقاً حتي لو بدا مستمتعاً فهو إما خائف من المدير أو يتملقه ، لكن بدا أن الجميع يحبه حتي الموظفات الأناث اللواتي يعتبرن المدير مغفل ، ذريع ، يجب الحذر منه ! لأنه سيستخدم سلتطه للتقرب منهن دون رغبتهن .. أما أنا لم تتعدي علاقتي معه التحية وبعض من ” كيف الحال ” و ” مية مية ” عبارات بليغة جداً عندنا في مصر وهي سؤال بمعني هل كل الأمور جيدة والجواب هو ( مية مية ) بمعني نعم طبعاً هذا جوابك حتي لو إنزلقت من جبل سكاكين إلي برميل حمض حارق أنت دائماً -مية بالمية- وإلا أنت وقح لا أحد يحب سماع قصص حياتك وأنا بصراحة لا ألومهم الجميع لديه مشاكله – عودة إلي القصة – كنت أقول أنني لم أتحدث معه كثيراً لكنني كنت دائماً أترك عيناي عليه هو حتماً يخفي شيئاً صفني بالمجنون أو المصاب بجنون الشك لكن لا أحد مثالي هكذا !! إنه غير متزوج حالياً لكن يبدو أنه تطلق منذ مدة قصيرة يمكنك معرفة ذلك من علامة الخاتم غير الموجود علي إصبعه لكن يبدو أنه يهتم بنفسه جيداً من دون الزوجة ، صافحته من قبل ويداه خشنتان تماماً وقويتان هذا الرجل لم يكن يعمل عملاً مكتبياً من قبل ربما كان مزارعاً ، رب عمل في ملحمة ، المهم أي عمل يدوي مستهلك

أري أنك بدأت بالنعاس لا بأس سأنهي هذه القصة هنا أنا أعرف متي أنهي القصة وإلا لا تعود مشوقة

لا لا ، لا تقلق سوف أتابع القصة أعدك بذلك فقط تعال إلي مرة أخري سأصب لك بعض الشاي بلبن – شئ مشهور عندنا هنا- ولكن لمرة أخري أغلق معك الباب أرجوك عندما تخرج فأنا لا أحب تركه مفتوحاً ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى