مقال

نفحات إيمانية ومع ولا تفسدوا فى الأرض ” الجزء الثامن “

نفحات إيمانية ومع ولا تفسدوا فى الأرض ” الجزء الثامن ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع ولا تفسدوا فى الأرض، ويستهدف هؤلاء المفسدون فئة الشباب والمراهقين لسهولة التأثير عليهم، بالإضافة لاستخدامهم الكلام المعسول المسموم والكلمات الرقيقة اللطيفة للترويج عن أفكارهم، ويفسر هؤلاء المفسدون آيات القرآن الكريم بالطريقة التي يريدونها دون علم أو مرجع بالإضافة إلى الأخذ من السنة النبوية وتفسيرها بما يناسب هواهم دون الرجوع لأهل العلم، ومن صفات هؤلاء أيضا كثرة الحديث باللغة الإنجليزية حتى يستطيعوا تضليل من لا يستطيع أن يجاريهم باللغة ويخلطون اللغة الإنجليزية بالعربية ظنا منهم أن هذا هو التطور والتقدم، ومن الأمور التي تقوم بها هذه الفئة الضالة هي أنهم يدخلون النقاشات بجماعات معا حتى يصعبوا الأمر على من يناقشهم ويقوم كل منهم بالتعزيز.

 

لمن هو معه من المفسدين، ويقول هؤلاء المفسدون إن تعاليم الدين من الأمور التي تعطل التقدم والتطور، ويريدون أن يغيروا التعاليم حسب أهوائهم، ودائما ما يبحث هؤلاء المفسدون عن زلات العلماء وينشرونها ودائما ما يطعنون في كلامهم ونواياهم، وإن صفات المفسدين في الأرض كثيرة وللأسف هم ينتشرون مثل الفيروسات في المجتمع ووجب تبيين بعض صفاتهم، ويجب صدهم ومحاربتهم، وعدم تركهم ينشرون فسادهم في مجتمعنا، ولا يجب تركهم بحجة الحرية الشخصية حيث إن نشر مثل هذه الأفكار لا يعد من الحريات الشخصية لمجتمع مسلم محافظ، وإن الإفساد هو فعل ما به الفساد، والهمزة فيه للجعل، أي جعل الأشياء فاسدة، والفساد أصله تحول منفعة الشيء النافع إلى مضرة به أو بغيره.

 

وقد يطلق على وجود الشيء مشتملا على مضرة وإن لم يكن فيه نفع من قبل، ويقال فسد الشيء بعد أن كان صالحا، ويقال فاسد إذا وجد فاسدا من أول وهلة، وكذلك يقال أفسد إذا عمد إلى شيء صالح فأزال صلاحه، ويقال أفسد إذا أوجد فسادا من أول الأمر، والقرآن الكريم يتحدث كثيرا عن الإفساد في الأرض وينعى على المفسدين فيها، أو يبغون فيها الفساد أو يعينون عليه، ذلك أن الله تعالى خلق الأرض صالحة وأودع فيها البركة الكافية من فوقها فقال عز وجل فى سورة فصلت ” قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا، ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين” ولهذا خشيت الملائكة من إفساد الأرض عندما أخبرها الله سبحانه وتعالى.

 

بأنه جاعل في الأرض مخلوقات من البشر يخلف بعضهم بعضا فيها وذلك كما جاء فى سورة البقرة ” وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال إني أعلم مالا تعلمون” وإن المتأمل في حديث القرآن الكريم عن الفساد والفاسدين، أو الإفساد والمفسدين، سيجد أن إيقاع الفساد من قبل البشر يأتي على مراتب، وأولها هو إفسادهم أنفسهم بالإصرار على المعاصي وما يترتب عليها من مفاسد أخر، فكل معصية إفساد كما قال تعالى عن فرعون كما جاء فى سورة يونس ” آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين” وكل تول, عن الحق إفساد، فقد قال الله تعالى فى سورة آل عمران ” فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين”

 

وكل إعراض عن الإيمان إفساد، فقال الله تعالى فى سورة يونس ” ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين” وإن المرتبة الثانية من الإفساد هو ما يلحق بالذرية والأبناء والأتباع في اقتدائهم بالكبار المتبوعين في مساويهم، ولهذا قال نبى الله نوح عليه السلام كما جاء فى سورة نوح ” إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا” وإن المرتبة الثالثة هى إفساد الدائرة المحيطة بالمفسدين عن طريق بث أخلاق وصفات ودعاوى الفساد، وذلك بالإسراف في المعاصي حتى يتعدى أثرها إلى غير أصحابها، ولهذا قال نبى الله صالح عليه السلام، ناهيا قومه عن التأثر بالمفسدين كما جاء فى سورة الشعراء ” ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى