مقال

نفحات إيمانية ومع إياكم والفساد ” الجزء الرابع “

نفحات إيمانية ومع إياكم والفساد ” الجزء الرابع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع إياكم والفساد، وقال تعالى كما جاء فى سورة يونس ” وربك أعلم بالمفسدين ” وقال أيضا ” إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” فكل ذلك قد جاء في كتاب الله تعالى ” ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ” والله يمهل ولا يهمل، ويأخذ المفسدين أخذ عزيز مقتدر، ولأن بعض الناس يلبس عليهم فقال تعالى كما جاء فى سورة يونس ” وربك أعلم بالمفسدين ” و كما جاء فى سورة البقرة ” والله يعلم المفسد من المصلح ” وبعض الناس ربما يسعى في الإفساد بين شخصين خفية، ويوقع بين الزوج وزوجته مثلا ويتظاهر بالإصلاح، فربك يعلم المفسد من المصلح، وكان فرعون لعنه الله كما جاء فى سورة القصص ” يذبح أبنائهم ويستحى نساءهم إنه من المفسدين”

 

وهكذا جاء في القرآن الكريم فى سورة القصص ” يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين ” فيتسلط على الضعفة وعلى المساكين والأبرياء، وهكذا تظهر قوة الظالم على المظلوم الضعيف ولكن الله بالمرصاد، وإن الله بيده الأمور يفعل ما يشاء ولا يفعل شيئا سبحانه إلا لحكمة، وبعض الناس المصابون بقصر النظر وربما اعترض منهم وربما اعترض بعضهم على أفعال الواحد القهار وعلى أقدار العزيز الجبار، والله عز وجل يبتلي عباده ويقدر أمورا من القتل وغيره ليتخذ شهداء من المسلمين، ويزيد الفاسدين عذابا، ويزيد المفسدين عذابا يوم الدين، وإن مذهب الذين يفسدون ويدعون أنهم مصلحون قد قاله فرعون متهما بالإفساد نبى الله موسى عليه السلام.

 

وفرعون رأس المفسدين، فقال كما جاء فى سورة غافر ” إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد ” والله تعالى جعل الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، ومعنى ذلك أن هناك من المجرمين من يريد علوا في الأرض وفسادا، وإذا كان سلفهم فرعون فخلفهم يأجوج ومأجوج، فإن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهم لا يبقون زرعا ولا ولا ضرعا فيقتلون وينهبون، والله عليم بالمفسدين، فينبغي علينا أن نعود إلى الله عز وجل، وأن نتفطن في أقداره وأفعاله، وأن نسلم له تعالى بالحكمة ولا نعترض على ما قدر، وأن نسعى إلى حمل دينه والدعوة إلى سبيله والدفاع عن المسلمين، فإن الله عز وجل قد ذكر لنا في كتابه صنفا خاصا من المفسدين.

 

وقد شهد الله تعالى بأنهم يفسدون في الأرض وهم اليهود، فقال تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ” وقال تعالى عنهم أيضا كما جاء فى سورة المائدة ” كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ” وهكذا شهد الله تعالى بأن اليهود مفسدون في الأرض، وبأنهم يسعون في الأرض فسادا، وإن هناك فساد يسمى فساد القلوب وهو يقابله إفساد القلوب أيضا، وفساد القلوب أصحابه هو ذلك النوع من البشر الذين اسود قلبهم من كثرة الكذب والنفاق والغش والخداع وفعل المحرمات كلها بدون أي شعور بالخزى والخوف من الله سبحانه وتعالى.

 

ولا حتى من الناس ولا من مواجهة أنفسهم، وإن إفساد القلوب وراءه من كانت قلوبهم فاسدة فهم يسعون وبكل طاقة وجهد لإفساد أي قلب طاهر يرونه حتى يبرروا لأنفسهم ماهم عليه، هؤلاء البشر يلعبون لعبتهم مع كل من يقع في طريقهم ويمارسون غيهم بمهارة وإتقان وفى الغالب تكون ضحاياهم من النساء، وتبدأ طريقتهم بإيقاع البريئات في براثنه وإسماعهم معسول الكلام وحلوه لتصل لمرحلة الصدق به والتصديق والتعلق، وساعتها تبدأ عملية الإفساد ببراعة ويتم تدميرها، وعندما يتشبع ويشبع منها يتركها محطمة، فاسدة القلب والكيان، لأنها تحولت لكائن مدمر غير مؤمن بكل ما تربى عليه وعاش به، والغريب أن هذا النوع من المفسدين لا يتوقف عن عملية إفساده بل ينتشر ويزداد فخرا كلما ازداد رقم من أفسد قلبهم وحياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى