مقال

نفحات إيمانية ومع السلام مع النفس والكون ” الجزء السادس “

نفحات إيمانية ومع السلام مع النفس والكون ” الجزء السادس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع السلام مع النفس والكون، ولما فتحت مكة، ودانت بالإسلام أمنت وأمن أهلها بما شرع الله تعالى من الشرائع والحدود، والواجبات والحرمات فكانت بلدا آمنا مطمئنا، تجبى إليها الأرزاق من كل مكان، ما دام أهلها قائمين بأمر الله سبحانه مستمسكين بشريعته، وكانت هذه الشريعة المباركة التي أنزلت في البلد الأمين محققة لما يحتاجه البشر من الأمن والرزق في الدنيا والآخرة ولذا كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عامة إلى الناس كلهم، منذ إرساله إلى قيام الساعة ليعبدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئا، فإن هم حققوا هذه العبودية حقق الله تعالى لهم الأمن والرزق في الدنيا والآخرة، ومن هيئات حفظ السلام أيضا هى منظمة الأمم المتحدة.

 

وإنه بعد انهيار عصبة الأمم تم عقد عدة مؤتمرات كانت من المؤشرات الأولى لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، وأولها الوثيقة التي عُرفت بالميثاق الأطلسي، وبعدها تم الإعلان عن مؤتمر موسكو عام الف وتسعمائة وثلاثة واربعون ميلادى والذي تم فيه الإقرار على إنشاء منظمة تعمل على حفظ السلام بين جميع الدول، وفي عام الف وتسعمائة وخمسة واربعون ميلادى، تم عقد مؤتمر في سان فرانسيسكو، حيث تم خلاله إعداد ميثاق المنظمة التي تهدف إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتسهيل التعاون في مجال القانون، وتنمية العلاقات الدولية بين الدول، والتعاون فيما بينها لحل المسائل الدولية، وتجدر الإشارة إلى أن ميثاق منظمة الأمم المتحدة.

 

عام الف وتسعمائة وخمسة واربعون ميلادى، كان يقوم على أساس المساواة بين الدول التي تريد السلام، ومن الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة تتكون من أجهزة رئيسية تعنى بشؤون السلم العالمي من أبرزها الجمعية العامة، وتعد جهاز التداول حيث تضع السياسات في الأمم المتحدة، ولكل عضو في الأمم المتحدة تمثيل في الجمعية العامة، ففي كل سنة تجتمع الدول الأعضاء للمناقشة العامة، والتي يحضرها زعماء العالم ويلقون فيها كلماتهم، وإن من أسباب توفر الأمن هو السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف، فذلكم أصل من أصول الواجبات الدينية، وعقيدة من عقائد أهل السنة والجماعة، وبهذا الأصل تنتظم مصالح العباد في معاشهم.

 

وتسلم من الشرور والويلات، كما أن من أعظم الأسباب لتحقيق الأمن هو الاعتصام بحبل الله عز وجل والاجتماع على دينه، والتعاون على البر والتقوى، استجابة لقوله تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” ويقول صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى” متفق عليه، ومن هذا التناصح والتراحم فيما بين الحاكم والمحكومين على وفق المنهج النبوي المُؤصل على الإخلاص لله عز وجل والتعاون على الحق، مع مراعاة مبادئ الرفق والحكمة واللطف، ووفق ما يجمع الكلمة، ويؤلف القلوب، ويُوحد الصف، إنه التناصح الذي يجلب المصالح.

 

ويدرأ المفاسد بكلمة طيبة، وأسلوب حسن، وتوجيه سديد يقود الحاكم والمحكوم إلى الخير والصلاح والازدهار، وينأى بالناس عن التفرق والتشتت والعبث والفوضى، وإن أعظم أسباب فقدان الأمن وحدوث الكوارث والخطوب، هو الإعراض عن طاعة الله عز وجل وعن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتفشى المعاصي والسيئات، فيقول الله تعالى فى سورة النحل ” وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون” ومن أعظم أنواع الإعراض التي بسببه دبّت الفتن والقلاقل، وفقد الأمن والأمان في بعض بلدان المسلمين، هو التولي عن تحكيم شريعة الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى