مقال

حديث الصباح….

حديث الصباح….

 

أشرف عمر

 

*( فضلُ التّواضُعِ وذمُ الكِبرِ )*

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ :

 

*{ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ : إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ }.*

 

رواه مسلم.

 

*شرح الحديث:*

الكِبرُ والتكبُّرُ والتعاظُمُ على النَّاسِ مِن الصِّفاتِ التي تدُلُّ على فسادِ القُلوبِ، وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم سُوءَ عاقِبةِ الكِبرِ، ويُصوِّبُ بعضَ المفاهيمِ عندَ الناسِ المتعلِّقةِ بحُسنِ الهَيئةِ، فيقولُ: “لا يدْخُل الجنَّةَ مَن كانَ في قلبِهِ مِثْقالَ ذرَّةٍ مِن كِبرٍ”، أي: لا يُدخِلُ اللهُ أحدًا الجنَّةَ وفي قَلبهِ وَزنُ ذرَّةٍ مِن الكبرِ، وهو التعاظُمُ والمُباهاةُ على الناسِ، والذَّرَّةُ هي الغُبارُ الدَّقيقُ الذي يظهرُ في الضَّوءِ، أو هي النَّمْلةُ الصَّغيرةُ، وهو يدُلُّ على أنَّ أقلَّ القليلِ مِن الكبرِ إذا وُجِدَ في القلبِ كانَ سببًا لعدَمِ دُخولِ الجنَّةِ.

 

قالَ رجلٌ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “إنَّ الرجُلَ يحبُّ أنْ يكونَ ثوبُهُ حَسنًا ونَعلُه حَسنةً”، أي: هلْ يُعدُّ حبُّ الإنسانِ أن يكونَ ذا هيئةٍ ومَظهرٍ حَسنٍ مِن الكِبرِ؟ فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “إنَّ اللهَ جَميلٌ يحِبُّ الجَمالَ”، أي: هذا مِن النَّظافةِ، والجَمالِ الذي يحبُّهُ اللهُ ولا يُبغِضُه ما دامَ لم يورِثْ في القلبِ ترفُّعًا على الناسِ، وإنَّما هو مِن بَيانِ نِعمةِ اللهِ عليهِ، ثمَّ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم موضِّحًا: “الكِبرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْطُ الناسِ”، أي: مَعنى الكبرِ المقصودِ هوَ بَطرُ الحقِّ: أي رفْضُ الحقِّ والبعدُ عنهُ، وغَمْطُ الناسِ، أي: احتِقارُهم.

 

*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى