مقال

نفحات إيمانية ومع مفهوم الجهاد والشهادة ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع مفهوم الجهاد والشهادة ” جزء 3″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع مفهوم الجهاد والشهادة، فقال الله تعالى ” إن الدين عند الله الإسلام” ويقول الله عز وجل ” ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه” فنحن ديننا الكامل الذي أخبرنا الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” وكتابنا هو الكتاب الوحيد المحفوظ بأمر الله تعالى فقال سبحانه “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” فهو الكتاب الشامل لكل شيء في هذه الحياة فقال الله تعالى “ما فرطنا في الكتاب من شيء” فهو الكتاب الشامل لكل ما تفرق من الخير والهدى والرحمة والحكمة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، في الكتب السابقة فهو سبحانه الذى يقول.

 

“وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق” فإن أمتنا هي خير أمه، وهى أمة الخير والوسط والعدل فقال تعالى “كنتم خير أمة أنزلت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله” وإن أمتنا هي الأمة الوسط الشاهدة على الأمم فقال سبحانه وتعالى ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” وأمتنا هي الأمة المتأخرة زمانا المتقدمة فضلا وقيما كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال ” نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ” وإن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الرسل والأنبياء.

 

وأشرف الرسل والأنبياء حيث قال الله تعالى فى كتابه الكريم “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” وهذه هي ثوابتنا ومرجعيتنا، ليست إلى مذاهب وضعية، ولا إلى قوانين دولية، وإنما إلى كتاب الله تعالى، وإلى سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيهما لنا عن كل شيء غناء فقد قال الله عز وجل “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول” ويقول الحق عز وجل في خطاب رسوله صلى الله عليه وسلم “ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون” ويخبرنا الله سبحانه وتعالى، أن شريعتنا ليس فيها تشريع لغير الله تعالى فقال سبحانه “أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله”

 

وأنه ليس فيها اتباع لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد فيها حق تحليل وتحريم إلا لله تعالى، وإلا لما بلغه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسنا غيرنا ممن ذكر الله عز وجل في القرآن فقال سبحانه “اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله” وإن وحدتنا هي وحدة الإيمان آصرتنا آصرة الإسلام حيث قال الله تعالى “إنما المؤمنون إخوة” ويقول الحق سبحانه وتعالى “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض” ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، عن تلاحمنا فيقول صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ”

 

والله سبحانه وتعالى، يخاطبنا خطاب الأمة الواحدة فيقول سبحانه “وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” وهكذا نجد أن هذه المعاني كلها هي التي ينبغي أن نعرف بها أنفسنا، ونحن أعظم ونحن أفضل، ونحن أخيّر من كل من في هذه الأرض، نعلم ذلك وإن فقدنا شيئا من أسباب المادة وإن فقدنا كثيرا من أسباب القوة، فإن قوة الحق واليقين وقوة الاعتصام بالكتاب والسنة وقوة الالتجاء بالله سبحانه وتعالى، هى أعظم من كل ذلك، وإن الفرق بين الجهاد والإرهاب، هو أن الجهاد في سبيل الله من أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الله، ونصر دينه، ونصر عباده المؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى