مقال

نفحات إيمانية ومع الإسلام والتربية “جزء 5” 

نفحات إيمانية ومع الإسلام والتربية “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإسلام والتربية، فإن على الأسرة المسلمة أن تقوم بغرس الدين وشعائره ومحبته في قلوب أبنائها وبناتها، وعليها أن تغرس حب العبادة والقرآن والذكر فيهم، كما تغرس فيهم قيم الإسلام وأخلاقه الفاضلة وآدابه، وعليها أيضا أن تحفظهم من وسائل الانحراف والضلال، ومن الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، وأن تحذرهم أصدقاء السوء، وأن تربطهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والمساجد وأهل العلم فإن الأمانة عظيمة، وإن خطب الأمة جلل، وعليك أيها الأب أن تهذب أطفالك بالحب، فكل الأطفال يحتاجون إلى الإرشاد والتهذيب وتقويم السلوك، وهذا لا يعنى تنفيذ العقاب بحقهم، بل رسم خطوط وحدود معقولة لهم للتصرف.

 

ويجب على الآباء تذكير الأطفال دائما بعواقب أعمالهم ومكافأتهم بشكل لافت في حال تصرفوا بطريقة إيجابية، فالأب الذى يهذب أطفاله بطريقة هادئة ولا يصرخ عليهم يظهر لهم حبه بشكل واضح، وعليك أيها الأب أن تكون القدوة لهم، فإن الأطفال يتخذون الآباء قدوة لهم بشكل تلقائي، سواء أدرك الأب ذلك أم لا، فالطفلة التى تمضي وقتها مع والدها، الذى يظهر لها الحب، ستكبر لتعلم أنها امرأة تستحق الحب، ولن تقع ضحية للرجال، ويمكن للآباء أن يكونوا مثالا للصدق والتواضع وتحمل المسؤوليات، ويا أيها الأب كن معلما، فإنه يعتقد الآباء أن التعليم مهمة لا تخصهم، ولكن الأب الذى يعلم أطفاله الخطأ من الصواب، ويشجعهم على الدراسة.

 

سيرى أطفاله يتخذون القرارات الصائبة في حياتهم، كما أن الآباء الذين يدمجون أطفالهم فى حياتهم اليومية، يعلمون الأطفال الدروس والعبر من الحياة، ويا أيها الأب تناول وجبة الطعام مع أطفالك، فإن تناول وجبة واحدة على الأقل من الطعام مع الأطفال والعائلة أساسى ومهم، لتكوين عائلة صحية، فهي تعد فرصة للمة الأسرة والتحدث فى شتى المواضيع، وخصوصا إذا كانت العائلة دائمة الانشغال، وهى فرصة للأب أن يستمع لمشكلات أطفاله ومتطلباتهم، ويا أيها الأب اقرأ لأطفالك، فإن الأطفال يتعلمون من خلال الأفعال والقراءة، وكذلك يتعلمون بالنظر والسمع، والقراءة للأطفال من قبل الأب، تعزز العلاقة بين الطرفين، خصوصا إذا ما بدأت هذه العادة فى سن مبكرة.

 

وعلى الآباء تشجيع الأطفال على القراءة وحدهم، ومن أهم فوائد القراءة للأطفال، ضمان مستقبلهم ونموهم الفكرى، ويا أيها الأب اظهر عاطفتك، فإن الأطفال يحتاجون للشعور بأنهم مرغوبون ومحبوبون، ويحتاجون من آبائهم أن يشعروهم بالحب، وأن يحتضنوهم باستمرار، والقيام بهذا السلوك يشعر الأطفال بالحب ويجعلهم ينمون عاطفيا بطريقة سليمة، وكذلك أيها الأب ادرك أن مهمتك لن تنتهى، حتى بعد أن يكبر الطفل ويستقل بذاته، سيعود لوالده مرارا وتكرارا، ويطلب منه المعونة والنصح والاستفادة من خبراته، وخصوصا فى الزواج والحياة المهنية والدراسة فى الجامعات، ويقول قائل كثيرا ما نلوم أنفسنا على تقصيرنا فى تربية أبنائنا على الوجه الذى يرضاه الله.

 

فمن خلال متابعتنا للبرامج الدينية، والثقافية، والنفسية على القنوات الفضائية، والآفاق الواسعة التي تفتحها للمربين للعمل على تربية الأبناء تربية سليمة، ناضجة، متدينة تحب الله ورسوله، ومن خلال النماذج الناجحة التي تعرضها لنا لآباء وأمهات أحسنوا تربية أبنائهم تربية ناجحة صالحة فإن الحزن يداخل أنفسنا لجهلنا لكثير من طرائق التربية حتى وقعنا في هذا التقصير، ولو كانت الفضائيات موجودة في زمان تربيتنا لأبنائنا في ذلك الزمان لكانت تربيتنا لهم أفضل من كافة النواحى فكيف سنلقى الله على تقصيرنا في حق تربيتنا لهم ؟ فلا شك أن تربية الأولاد واجبة على الأبوين، ومن فرط وقصر في هذا الواجب، كان آثما، وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه “علموهم وأدبوهم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى