مقال

جرعات سعادة (1) ….بقلم د/عبير منطاش

جرعات سعادة (1)

د/عبير منطاش

السعادة هى هدف يسعى إليه البشر جميعا على مر العصور..وهو هدف ليس سهلا وليس صعبا الفيصل هنا هو فهم الإنسان نفسه للسعادة.

وذلك لأن مفهوم السعادة نفسه يختلف من شخص لآخر؛ هناك من يجد السعادة في المال، وهناك من يجدها في الحب، أو في
الزواج…. وغيرها من الأمور.

لفت نظري سؤال لأحد المتابعين على أحد المقالات وهو يسألني كيف أكون سعيد؟؟
وعندما قررت أن أرد عليه توقفت وقولت ماذا أقول له وكيف لي أعرف ما الذي يسعده؟؟

 

جرعات سعادة (1)

ووجدت أنه من الأفضل أن أرشده إلى كل مفيد يساعده على المضى في الطريق الصحيح ليحقق السعادة في أي مجال يريده سواء المادي، العاطفي، الروحي …وغيرها.

لذلك سأبدأ في عمل سلسلة مقالات أسميتها جرعات سعادة وهى عبارة عن أجزاء نتناول فيها الأسباب والأسرار التي من خلالها يمكننا الحصول على السعادة.

أولا:
أن تكون إنسان لك هدف في هذه الحياة وأن تعرف جيدا أنك لك دور تؤثر فيمن حولك وتتأثر بهم وأنك لم توجد في هذه الحياة لتأكل وتشرب وتقضي وقت فراغ.

أعلم جيدا أن لك دور في الحياة خلقك الله من أجله وعليك أن تعرف ذلك وتبحث عن ما هو دورك وما هو هدفك تلك هى أولى
خطواتك.

وإذا لم تكن تعرف هدفك عليك بالبحث داخلك والاستعانة بالله سبحانه وتعالى وسوف تعرف ذلك بنفسك.

ثانيا :
أن تضع خطة وتصور لذلك الهدف الذي يحقق لك السعادة ويكون ذلك بوضع استراتيجية للوصول إليه ومن المهم أن تعرف أن ليس السعداء سعداء طوال الوقت ولا الأشخاص الحزينة حزينة طوال الوقت أن الحياة نمر بها بالسعادة والحزن.

الفرق هنا بين السعيد والحزين أن الحزين يقضي معظم الوقت في المشاعر السلبية التي تؤثر على نظرته لأهدافه ولحياته وتجعله يتأخر في تحقيق ما يريد لأنه ينظر للأمور بتشاؤم ويأس أما الإنسان السعيد أو دعنا نقول الإيجابي عنده نظرة تفاؤل وثقة في الوصول لما يريد وتساعده إيجابيته على الوصول إلى أهدافه بطريقة سريعة.

ثالثا:
أن تعرف أن الحياة بها المكسب والخسارة وعليك أن تتفهم ذلك فليست الخسارة هى نهاية الحياة، ومهما كانت خسارتك فأنت
كسبت ليس بالضرورة تكسب الهدف الذي تريد.. لكن مؤكد أنك كسبت درسا أو معلومة ستحتاج لها في مشوار حياتك كذلك يتعلم الإنسان في الحياة.

وكل نجاح وتحدي نفوز به هو حصيلة لخبرات ودروسا في الحياة فعليك أن تفشل حتى تنجح وتخسر حتى تكسب.

رابعاً:
أن تكون أهدافك لا تتعارض مع بعضها وإلا ذلك سيسبب لك التشتيت والفشل في الحياة مثال: (رجل يريد السفر للعمل بالخارج لكن في نفس الوقت لا يستطيع العيش بعيد عن أسرته ويسبب ذلك له عدم التركيز في العمل وعدم تحمل البعد ) ليس من الصحيح هنا أن يسافر وإلا سيتسبب ذلك في عدم النجاح في السفر
هنا تعارضت الأهداف.
وهكذا لابد من وجود أهداف وغايات تكون منسجمة مع بعضها البعض للوصول للسعادة المرجوة بدون خسارة جوانب أخرى من الحياة.

خامساً:
مقارنة نفسك مع الآخرين؛ حيث عقد المقارنة قد تؤثر سلبياً عليك لو كانت غير متكافئة الافضل هو عدم عقد مقارنة بينك وبين الأخيرين حيث أن لكل شخص
ظروفه وحياته الخاصة التي تختلف عن الآخرين، ويجب أن ننظر بعين القدوة و التحفيز لمن هم أفضل منا والسعي دائما للتطور والتقدم، وننظر لمن أقل منا ونحمد الله دائما على ما وصلنا إليه وأن غيرنا يحلم بما نحن فيه و سيبعث ذلك داخلك الرضا والراحة والثقة في نفسك.

وإلى لقاء في جزء جديد من جرعات سعادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى