مقال

جنة من غير ناس ماتنداس…

جنة من غير ناس ماتنداس…

معكم ناهد على البطيحى

 

كنتُ أظن أنّ الإنسانَ قادرٌ على العيشِ وحده وأن قائل ” الجنة من غير ناس ما تتداس ” حتماً مُخطيء ، حتى عشتُ بمفردي في مكانٍ غريب بكل ما تراه عيني يومياً لمعت عيني يَوْمي الأول حتى العاشر _ أو لم أحصِ _ ثم باتت متعةُ التجرِبة وإشراقةُ التغييرِ والصفوِ والهدوءِ ثِقل يؤذي روحي والجوارح .. لا أحد يقول كم أبدو جميلة في ثوبي هذا ، لا أحد يربت على كتفي وقت الضيق ، لا أحد يسأل أتناولتِ فطورك قبل الذهاب أتناولت الغداء ؟ انتظرتك حتى نأكل سوياً ، أصليتِ ؟ كيف كان يومك ؟ متى تذهبِ ومتى ستعودِ لماذا تأخرتِ أصابني القلق ؟ لا أحد يقرأ معالم وجهي لا أحد يسمع تفاصيل يومي أكثر ما أثار حزني حماسي دهشتي لا أحد .. يخلو مَسكَني من الذكريات من رنة ضَحِكات الأحبة أسمع ضجيجَ الهدوءِ .. أ أ أ كثيرٌ من الأسئلة لم أدرك قيمتها حتى غاب ظليلُها.. الغريب أنها عندما كانت تُسأل كنت أشعر أنها بديهيات أو لا ضرر إن لم تُسأل .. حتى بِت أشتاق لِكَم دِفء المشاعر التي كانت تغلف بها تلك الأحرف تباً للاعتياد.. ربما كان الأهمُ من هذا أني أدركت في وقتٍ غير متأخر أن الإنسان لا يقوى على السير بمفرده كان حتماً أن أعيش التجربة حتى أدرك الصواب.. ربما نحتاج من آنٍ لآخر أن نختلي بأنفسنا حتى تصفو ولكن ليس للأبد فنحن بني الإنس والأُنس نَهْج أرواحنا نحتاج من بعد الله إلى من يحتضنونا بدفء مشاعرهم ولُطف حديثهم ولهفة حوارهم نحتاج إلى من نسكن إليهم 🤍

حمداً لله على كلِ دربٍ سلكناه إضطراراً فهذب أمانينا ونسج من جديد مذهب التفكير في عقولنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى