مقال

نفحات إيمانية ومع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، ويرتبط دراسة موضوع الأسرة عند الكثير من الباحثين بمصطلح شائع التداول في هذا الشأن وهو العائلة، حيث يوظف العديد منهم مصطلح العائلة للتعبير بنفس الدلالة عما يوحي به مصطلح الأسرة، ولكن هذا غير صحيح لاختلافهما في أكثر من موضع، حيث تتباين العائلة عن الأسرة في حجم الأسرة أصغر من حجم العائلة، ووجود الأسرة يتردد أكثر في المدينة ووجود العائلة يتردد أكثر في القرية، والأسرة هي الجماعة القرابية الوحيدة في مجتمع المدينة، وإن هناك العديد من الوظائف الحديثة للأسرة ومنها أن الأسرة هي المؤسسة الأولى المسؤولة عن حفظ النوع من الانقراض وذلك لأنها المكان الطبيعي لإنجاب أفراد جديدة في المجتمع.

 

وإشباع الحاجات الفسيولوجية وهي الحاجة على أساسيات الحياة من غذاء وملبس ورعاية ومأوى، وإشباع الحاجات النفسية والمعنوية للفرد وللمجتمع، وهذه الحاجات مثل احتياج الفرد للشعور بأنه ينتمي إلى جماعة معينة، وأن له مكانة عالية ومرموقة بها، وأيضا كشعور الأمان الذي توفره الأسرة للفرد في مجتمعه، وللأسرة وظيفة اقتصادية فحديثا أصبح لكل فرد في الأسرة دورة في زيادة دخل الأسرة، وبرز دور النساء كذلك في تدبير أمر الميزانية المتعلقة بالأسرة، وكما إن من الوظائف الأساسية للأسرة تجاه المجتمع أنها تعمل على ترسيخ المعتقدات الدينية، وبث روح الوطنية والتضحية من أجل الوطن في نفوس الأبناء، وحثهم على أن يكونوا أوفياء لوطنهم.

 

وينتمون إليه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن للأسرة دور وظيفي في حياة الأفراد والمجتمع، فمن خلالها يتم من تراث الأمة وحاضرها وترسيخ معنى الحضارة في نفوس أبنائها وشعبها وكيفية المحافظة عليه من أعدائه، وأيضا تقوية علاقة المجتمع بغيره من المجتمعات من واجب الأسر، وذلك نتيجة أن الأسرة تربي الأجيال التي تتعامل مع غيرها من المجتمعات، وترسم للعالم الخارجي الصورة سواء الحسنة أو السيئة عن المجتمع، وإن حال الأسرة ينعكس على حال الأبناء وبالتالي ينعكس على حال المجتمع ككل، فإذا تواجد الطفل وتعود أن يكون البيت نظيفا مرتبا يسوده جو المحبة والرحمة سوف ينعكس ذلك على مجتمعه، أما إذا كان الطفل يعيش في بيت.

 

يسوده الفوضى والكراهية هذا سوف يؤثر بالطبع على مجتمعه، فلابد أن تكون وظيفة الأسرة تقوية التفاعل وتعويد الأبناء على حب بعضهم البعض لكي يسود الأسرة جو المشاعر العاطفية، وكذلك تنعكس على جو المجتمع الخارجي، ويعيش الجميع في سلام وأمان، وكما ان هناك وظائف متعددة للأسرة ومنها الوظيفة البيولوجية وتتمثل في توفير الرعاية الصحية والجسدية للأطفال في الأسرة وتوفير الغذاء الصحي والمسكن الصحي للأفراد في العائلة لينعم الأبناء والآباء بجسم سليم وعقل سليم، والوظيفة الاقتصادية، حيث أنه عرف عن الأسرة قديما بالاكتفاء الذاتي وإنتاج ما تحتاجه، وما تزال الأسرة حاليا تشارك في عمليات الإنتاج من خلال أفراد الأسرة.

 

فتمد الأسرة مجالات العمل والمصانع بالأيدى العاملة وبالتعاون، وهناك أيضا الوظيفة الاجتماعية، والوظيفة الثقافية، والوظيفة النفسية، وهي أن توفر الأسرة للأبناء الراحة النفسية بتوفير الحب والحنان والأمن والسلام بحيث يعيش الأبناء في جو من الهدوء دون توتر أو قلق من أي خطر قد يحيط بهم، وهناك أيضا الوظيفة الدينية والأخلاقية، وهي أن يقدم الآباء لأبنائهم الخبرات الكافية عن دينهم وعن تعاليمه وعن كل ما يؤدي بهم إلى ان يكونوا أبناء صالحين يتحلون بالأخلاق الدينية دون إغفال حقهم بعيشة كريمة في هذه الحياة، وهناك أيضا الوظيفة السياسية، والوظيفة التعليمية، والوظيفة الاقتصادية وهي من أهم العوامل لاستقرار الاسرة فكلما كانت حالة الاسرة الاقتصادية جيدة كلما كان هناك شعور بالرضا بين اضلع المثاث للاسرة الاب والأم والأبناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى