مقال

نفحات إيمانية ومع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، كما تنمي الأسرة الآباء والأمهات بالأخص ثقة باقي أفراد الأسرة في أنفسهم، وهناك أيضا الأسرة الاستبدادية والأسرة الديمقراطية، حيث ينتشر نمط الأسرة الديمقراطية في المجتمعات المتقدمة والصناعية، وهي أسرة تقوم على أساس المساواة والتفاهم بين الزوجين، فلا يتمتع أحد الزوجين بسلطة خاصة على الأخر، أما الأسرة الاستبدادية فتقوم على سيطرة الأب على الأسرة واعتبارة مركز السلطة المطلقة داخل الأسرة، ولا تمتلك الزوجة شخصيتها الاجتماعية أو القانونية، وإن العائلة هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية لا تجمعهم الإقامة المشتركة ولكن رابطة الدم والمصالح المشتركة والزيارت المستمرة في المناسبات وغيرها.

 

وقد اتسمت الأسرة قديما بالقيام بكل الوظائف المرتبطة بالحياة، واتسمت بتحقيق وظائفها بالشكل الذي يلائم العصر الذي تنتمى إليه، حيث اختلفت وتطورت وظائف الأسرة نتيجة تطور العصور التي أثرت في طبيعة تلك الوظائف وكيفية ووسائل قيام الأسرة بها، ولكن لم يختلف الهدف من تلك الوظائف بالرغم من تعرضها للتطور والذي يتمثل في تكوين الشخصية المتزنة انفعاليا والقادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية، ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بالزواج وتكوين الأسرة فعن عبدالرحمن بن يزيد قال “دخلت مع علقمة والأسود على عبدالله، فقال عبدالله كنا مع النبي صلى صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

“يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوّجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء ” رواه ابن ماجه، والإسلام يعطي الأجر في أخص خصوصيات النكاح وهي الجماع، فهو يأمر الرجل بأداء حق زوجته، ويغريه على أداء هذا الحق حيث يخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الرجل له على أداء هذا الواجب أجر فعن أبي ذر الغفارى رضي الله عنه.

 

أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال صلى الله عليه وسلم “أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة” قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال “أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر” رواه مسلم، ولكن ما هي عناصر نجاح وتماسك الأسرة؟ وهو أن لتماسك الأسره العديد من العناصر أو العوامل.

 

ومن أهم هذه العناصر، هو أنه يجب على كل فرد في الأسرة أن يلتزم ويراعي ما لديه من واجبات تجاه الأسرة وتجاه المجتمع، مع عدم التفريط في حقوقه، ولا يعني الالتزام والمراعاة إطلاقا إلغاء شخصية الفرد وتقييد حريته، وأيضا الاتصال الفعال ومن أشكال الاتصال الفعال هو المشاركة الاجتماعية، والمشاركة الوجدانية، والمشاركة الروحية، فالتواصل الفعال أو ما يعرف بالتواصل الإيجابي، وله دور فعال في بناء أبناء أسوياء، يعيشون في مجتمعهم على القواعد المحددة لهم، كما أن الاتصال الفعال بين أفراد الأسرة ينمي من صلتهم ببعض وتفاهمهم في أمور حياتهم يجعل كلا منهم يحب الخير لباقي أفراد أسرته، وكذلك الترابط الروحي الأسرة لن تترابط وتتماسك مع بعضها البعض بغير ترابط روحي بينهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى