مقال

نفحات إيمانية ومع الهدف من تكوين الأسرة ” جزء 8″

نفحات إيمانية ومع الهدف من تكوين الأسرة ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الهدف من تكوين الأسرة، وكانت لهذه الظواهر دوافع ذاتية، يمكن إجمالها في ثمانية أمور، وهى ضعف المعرفة الحقيقية بشرع الله تعالى وموقفه من هذه الممارسات، والتقليد الأعمى للمشاهير في الغرب، والجري مع صيحات الموضة المعاصرة، وإرادة التميّز والتفرد عن السواد الأعظم من الناس، وإظهار رفض مقاييس الجمال المتعارف عليها اجتماعيا، واعتقاد الزينة التي تضفي عليهم من الجمال والبهاء ما يظنون أنه يجعلهم مثارا للإعجاب، واعتبار ذلك شكلا من أشكال التحرر ولفت الانتباه، واعتقاد بعضهم أن بعض هذه العادات تعويذة يرون أنها تقيهم العين والحسد، ولقد قال النبى صلى الله عليه وسلم “وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة.

 

حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك، فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك، فيقول أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخُلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان بم كسينا هذه؟ فيقال بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ، هذا كان مسرعا في القراءة، أو ترتيلا” رواه أحمد، ولذلك أرانا سعيد بن العاص رضي الله عنه أنه قد أتقن رسالته في التربية، وأدى حق ابنه عليه حين قام بثلاثة أمور.

 

قال “إذا علمت ولدي القرآن، وأحججته، وزوجته، فقد قضيت حقه، وبقي حقي عليه” والاهتمام بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم له مكانة عظيمة في حسن التنشئة على السنة الحسنة، والطريقة الصحيحة، فقد قال إبراهيم بن أدهم قال لي أبي “يا بني، اطلب الحديث، فكلما سمعت حديثا وحفظته فلك درهم” فيقول إبراهيم “فطلبت الحديث على هذا” ولا يقل أمر الاهتمام بتربية البنات عن تربية البنين بل خصّت البنات برعاية مميزة لما للمرأة عموما من أثر كبير على سائر المجتمع إن هي صلحت في نفسها، وتشبعت بالأخلاق الإسلامية التي تنبت معها منذ صغرها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “من بلي من هذه البنات شيئا، فأحسن إليهن، كن له سترا من النار” رواه البخاري.

 

ومن عظيم الإحسان للبنات، تعليمهن أخلاق الإسلام في اللباس، والكلام، والمشي، والخروج، والتعامل مع القرناء ذكورهم وإناثهم، في المدرسة، وفي الشارع العام، ومع الجيران، وكيف تحرص على حيائها، وتعتز بدينها، وتهتم بحجابها، وستر جسدها، فإذا عرفن بالحياء والعفة، عزفن عن مثل هذه الألبسة الضيقة الممزقة، واستنكفن عن مجاراة هذه الموضات الدخيلة، وقل طمع الذكور فيهن، فحفظن أنفسهن من أذاهم، وتعليقاتهم، وما يسمى اليوم بالتحرش الذي لا ترجع حقيقته إلى الذكور فقط بل إلى الإناث أيضا حين يخرجن سافرات متبرجات بزينة، عليهن من الثياب الواصفة، والعطور المثيرة، ما يجذب هؤلاء الشبان إليهن، وقد قال أحد المفكرين الغربيين يحكي واقع الغرب.

 

“أن يكون هنالك آباء صالحون، أمر يحتاج إلى نساء صالحات” فالجريرة من الجهتين، والعتاب على القبيلين، وقال إسماعيل بن عبيد الله لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه فقال لهم يا بني عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه، وعليكم بالصدق حتى لوقتل أحدكم قتيلا، ثم سئل عنه أقر به، والله ما كذبت كذبة قط مذ قرأت القرآن، وهكذا فإن الحاجة إلى الغير والتأثر به تبدأ مع الإنسان منذ أن يكون جنينا إلى أن يموت، فالإنسان يكتسب الوجود بتأثير من والديه، ثم يتأثر بأخلاقهما وأخلاق أخوته وأقربائه وجيرانه وأصدقائه، ثم يدخل في خضم المجتمع فيتأثر بالمدرسة، والمعلم، وسائر أعضاء المجتمع بحسب درجة ارتباطه بهم، وتشمل التربية الاجتماعية على عدة نقاط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى