مقال

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع ماء السماء بن حارثة، فكان لما مرض عمر بن عبد العزيز فى المرض الذي مات فيه وثب غلمان يزيد فأخرجوه من السجن، وسار إلى البصرة فدخلها وغلب عليها سنة مائه وواحد من الهجره، وقد أرسل إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز قائلا ” إني والله لو وثقت بحياتك لم أخرج من محبسك ولكني خفت أن يلي يزيد فيقتلني شر قتلة” وكان عدي بن أرطاة الفزاري هو أبو واثلة عدي بن أرطاة الفزاري الدمشقي وهو تابعي ومحدث وهو من رواة الحديث النبوى الشريف، وهو يعد من الثقات من أهل دمشق وكان من العقلاء الشجعان، وقد روى له البخارى وقد ولاه عمر بن عبد العزيز على البصرة عام تسعه وتسعين من الهجره.

 

وقد استمر عليها حتى قامت فتنة يزيد بن المهلب في العراق حيث قتله معاوية بن يزيد بن المهلب، وكان الده هو الصحابي أرطاة الفزاري وكان أخوه هو زيد بن أرطاة الفزاري، وكان في سنة تسعه وتسعين من الهجره، قد استعمل عمر بن عبد العزيز عدي كوالي على البصرة وكان قد أمره بأسر يزيد بن المهلب فعندما قدم يزيد ليسلم عليه أوثقه فِي الحديد، وبعث بِه إلى عمر بن عبد العزيز، فحبس في الشام جتى عمر بن عبد العزيز ثم هرب وفِي سنة إحدى ومائة ودخل يزِيد بن المهلب البصرة ليلة البدر فِي شهر رمضان فجاذبه عدي وأشعل الحروب هناك حتى قتل، وقيل أنه قدم عدي على البصرة، فقيد يزيد بن المهلب، ونفذه إلى عمر، فلما مات عمر، انفلت، ودعا إلى نفسه.

 

وتسمى بالقحطاني، ونصب رايات سوداء، وقال أدعوا إلى سيرة عمر بن الخطاب، فحاربه مسلمة بن عبد الملك وقتله وكان خلال فترة ولايته أرسل له عمر بن عبد العزيز عدة رسائل منها ما ذكرها عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حيث قال ” كتب عمر بن عبد العزيز إِلَى عدي بن أرطاة أما بعد، إياك أَن تدركك الصرعةَ عند الغرة، فلا تقال العثرة، ولا تمكن مِن الرجعةَ، ولا يعذرك من تقدم عليه، ولا يحمدك من خلفت لما تركت، والسلام ” وقيل أنه قد أتى إلى دمشق رجل من البصرة يشكي عدي لعمر بن عبد العزيز فأرسل له” إنك غررتني بِعمامتك السوداء، ومجالستك القراء، وقد أظهرنا الله على كثير مما تكتمون، أما تمشون بين القبور” ويقول أحد تلاميذ عدي بن أرطاة عنه

 

” سمعت عدي بن أرطاة يخطب عَلَى منبر المدائني، فجعل يعظنا حتى بكى وأبكانا، ثم قال كونوا كرجل، قال لابنه وهو يعظه يا بنى، أوصيك أَن لا تصلي صلاة إلا ظننت ألا تصلي بعدها غيرها حتى تموت، وتعال بنى حتى نعمل عمل رجلين، كأنهما قَد وقفا على النار ثم سألاه الكره، وعندما قَتل مسلمة بن عبد الملك يزيد بن المهلب وثب معاوية بن يزيد بن المهلب على عدي بن أرطاة الفزاري من أجل الثأر لأبيه وقتله وكان ذلك في شهر صفر سنة مائة واثنين من الهجره، وقد استولى ابن المهلب على البصرة ومايليها من فارس والأهواز، فبعث إليه يزيد بن عبد الملك بجيش يقوده مسلمة بن عبد الملك، فالتقيا في واسط حيث دارت معركة عظيمة انتهت بهزيمة يزيد ومقتله هو وأخوه حبيب وإياه عنى الفرزدق بقوله.

 

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم خضع الرقاب نواكس الأبصار، وأما عن أبو مسلمه بن عبد الملك بن مروان فهو أمير أُموي، وقائد عسكري، ووالي، وسياسي ورجل دولة، وقد اشتهر، بخوضه الكثير من المعارك والغزوات والحملات العسكرية وكان والده هو الخليفة عبد الملك بن مروان الذي يُعد من أعظم الخلفاء، ويعد مؤسس الدولة الأموية الثاني، وجده هو الخليفة مروان بن الحكم، وهو أخ غير شقيق لكلِ من، الخليفة الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، وهو عم لثلاثة من الخلفاء هم، الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، وإبراهيم بن الوليد، وابن عم لخليفتين هما، عمر بن عبد العزيز، ومروان بن محمد، وأما عن الفرزدق فهو شاعرعربي من شعراء العصر الأموي من أهل البصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى