مقال

نفحات إيمانية ومع حويطب بن عبد العزى القرشي ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع حويطب بن عبد العزى القرشي ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع حويطب بن عبد العزى القرشي، وقد مات حويطب سنة أربع وخمسين بعد الهجرة النبوية الشريفة وقيل سنة اثنتين وخمسين بعد الهجرة، وفي هذه السنة توفي الصحابى الجليل أبو قتادة الأنصاري وعمره سبعون سنة، وقيل مات سنة أربعين من الهجرة، وصلى عليه علي بن أبى طالب رضى الله عنه وكبر عليه سبعا، وقد شهد مع الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه حروبه كلها، وهو بدري، وفيها توفي حويطب بن عبد العزى وله مائة وعشرون سنة، وفيها توفي ثوبان مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وقيل توفي أسامة بن زيد سنة ثمان وخمسين من الهجرة، وقيل سنة تسع وخمسين، وفيها توفي سعيد بن يربوع بن عنكثة، وكان عمره مائة وأربعا وعشرين سنة.

 

وله صحبة، وتوفى فيها الصحابى مخرمة بن نوفل، وهو من مسلمة الفتح، وعمره مائة وخمس عشرة سنة، وعبد الله بن أنيس الجهني، وفيها قتل يزيد بن شجرة الرهاوي في غزوة غزاها، وقيل سنة ثمان وخمسين، ثم دخلت سنة خمس وخمسين في هذه السنة كان مشتى سفيان بن عوف الأزدي في قول، وقيل بل الذي شتى هذه السنة عمرو بن محرز، وقيل بل عبد الله بن قيس الفزاري، وقيل بل مالك بن عبد الله، وقد ذكر ولاية ابن زياد البصرة في هذه السنة وقد عزل معاوية بن أبى سفيان عبد الله بن عمرو بن غيلان عن البصرة وولاها عبيد الله بن زياد، وكان سبب ذلك أن عبد الله خطب على منبر البصرة فحصبه رجل من بني ضبة فقطع يده، فأتاه بنو ضبة وقالوا إن صاحبنا جنى ما جنى.

 

وقد عاقبته ولا نأمن أن يبلغ خبرنا أمير المؤمنين فيعاقب عقوبة تعم، فاكتب لنا كتابا إلى أمير المؤمنين، يخرج به أحدنا إليه يخبره أنك قطعت على شبهة وأمر لم يتضح، فكتب لهم، فلما كان رأس السنة توجه عبد الله إلى معاوية ووافاه الضبيون بالكتاب وادعوا أنه قطع صاحبهم ظلما، فلما رأى معاوية الكتاب قال أما القود من عمالي فلا سبيل إليه ولكن أدي صاحبكم من بيت المال، وعزل عبد الله عن البصرة واستعمل ابن زياد عليها، فولى ابن زياد على خراسان أسلم بن زرعة الكلابي، فلم يغزو ولم يغز، ولم يفتح بها شيئا، وقد ذكر عدة حوادث وفيها عزل معاوية عبد الله بن خالد عن الكوفة وولاها الضحاك بن قيس، وفيها مات الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، وهو الذي كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يختفي في داره بمكة.

 

وكان عمره ثمانين سنة وزيادة، وقيل مات يوم مات أبو بكرة، وفيها توفي أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري، وهو بدري، وشهد صفين مع علي بن أبى طالب، وقيل توفي قبل، وحج بالناس هذه السنة مروان بن الحكم، ثم دخلت سنة ست وخمسين فيها كان مشتى جنادة بن أبي أمية بأرض الروم، وقيل عبد الرحمن ابن مسعود، وقيل غزا فيها في البحر يزيد بن شجرة، وفي البر عياض بن الحارث، واعتمر معاوية فيها في رجب، وحج بالناس الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد وفي هذه السنة بايع الناس يزيد بن معاوية بولاية عهد أبيه، وكان ابتداء ذلك وأوله من المغيرة بن شعبة، فإن معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة ويستعمل عوضه سعيد بن العاص.

 

فبلغه ذلك فقال الرأي أن أشخص إلى معاوية فأستعفيه ليظهر للناس كراهتي للولاية، فسار إلى معاوية وقال لأصحابه حين وصل إليه إن لم أكسبكم الآن ولاية وإمارة لا أفعل ذلك أبدا، ومضى حتى دخل على يزيد وقال له إنه قد ذهب أعيان أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وآله وكبراء قريش وذوو أسنانهم، وإنما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأيا وأعلمهم بالسنة والسياسة، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة. قال: أوترى ذلك يتم؟ قال نعم فدخل يزيد على أبيه وأخبره بما قال المغيرة، فأحضر المغيرة وقال له ما يقول يزيد.

 

فقال يا أمير المؤمنين قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان، وفي يزيد منك خلف، فاعقد له فإن حدث بك حادث كان كهفا للناس وخلفا منك ولا تسفك دماء ولا تكون فتنة، قال ومن لي بهذا؟ قال أكفيك أهل الكوفة ويكفيك زياد أهل البصرة وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك، قال فارجع إلى عملك وتحدث مع من تثق إليه في ذلك وترى ونرى، فودعه ورجع إلى أصحابه، فقالوا مه؟ قال لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أمه محمد وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا، وتمثل بمثلي شاهدي النجوى وغالي بي الأعداء والخصم الغضابا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى