مقال

نفحات إيمانية ومع جهيم بن الصلت القرشي المطلبي ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع جهيم بن الصلت القرشي المطلبي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع جهيم بن الصلت القرشي المطلبي، فإن الصراع طويل جدا بين بني مخزوم وهى قبيلة أبي جهل، وبين بني هاشم وهى قبيلة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسبحان الله، مر يومان، وفي اليوم الثالث وأبو جهل يستعد للشماتة في بني عبد المطلب جاء ضمضم بن عمرو الغفاري الذي بعثه أبو سفيان وهو يصرخ، يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث، فنفر كل أهل قريش، وتحققت رؤيا عاتكة، وعلى الجانب الآخر جيش المؤمنين في ليلة بدر، قد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم، رؤيا في منامه، أن الكفار أقل من العدد الذي أحصوه قبل ذلك، وذكر ذلك للصحابة فاستبشروا كثيرا.

 

وثبتتهم هذه الرؤيا، ويقول الله سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم “إذ يريكهم الله منامك قليلا” وأما عن الصحابى الجليل جهيم بن الصلت بن مخرمة بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي، فكانت أمه هى السيدة سكينة بنت عمرو بن مُعرض بن جُشم بن ودم بن سالم بن عوف، وقد تعلم جهيم الخط في الجاهلية، فجاء الإسلام وهو يكتب وقد كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عمر أسلم جهيم عام خيبر، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من خيبر ثلاثين وسقا، ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى تبوك أتاه يوحنا بن رؤبة، فصالحه، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فهو عندهم، وفي آخره، وكتب جُهيم بن الصلت.

 

وكان الزبير بن العوام وجهيم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات، وعن ابن شهاب وابن عقبة وعروة بن الزبير قالوا، لما نزلت قريش بالحجفة، وكان فيهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال جهيم بن الصلت بن مخرمة وقد أسلم بعد ذلك في حنين، فوضع جهيم رأسه فأغفى، ثم فزع فقال لأصحابه هل رأيتم الفارس الذي وقف علي آنفا؟ قالوا، لا، إنك مجنون قال، قد وقف علي فارس آنفا، فقال، قتل أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وشيبة، وزمعة، وأبو البختري وأمية بن خلف، وعدد رجالا ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر، فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه من دمه، فقال له أصحابه، إنما لعب بك الشيطان، ورفع الحديث إلى أبي جهل.

 

فقال، قد جئتم بكذب المطلب مع كذب بني هاشم، وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المدينة في رمضان، يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت، وقال ابن هشام، لثمان ليال خلون من شهر رمضان، وضرب عسكره ببئر أبي عنبة، وهي على ميل من المدينة، فعرض أصحابه، ورد من استصغر منهم، فرد عبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد، ورافع بن خديج، والبراء بن عازب، وأسيد بن حضير، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وعمير بن أبي وقاص، فقال صلى الله عليه وسلم ارجع، فبكى فأجازه، فقتل ببدر هو ابن ست عشرة سنة، وأمر أصحابه أن يستقوا من بئر السقيا، وشرب من مائها، وصلى عند بيوت السقيا، ودعا صلى الله عليه وسلم يومئذ للمدينة فقال ” اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك دعاك لأهل مكة”

 

“وإني محمد عبدك ونبيك أدعوك لأهل المدينة، أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم حبب إلينا المدينة، واجعل ما بها من الوباء بخم، اللهم إني حرمت ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم خليلك مكة ” وكان خبيب بن إساف ذا بأس ونجدة ولم يكن أسلم، ولكنه خرج منجدا لقومه من الخزرج طالبا للغنيمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يصحبنا إلا من كان على ديننا” فأسلم وأبلى بلاء حسنا، وراح عشية الاحد من بيوت السقيا، وقال صلى الله عليه وسلم حين فصل منها ” اللهم إنهم حفاة فاحملهم، وعراة فاكسهم، وجياع فأشبعهم، وعالة فأغنهم من فضلك” فهؤلاء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين وقفوا معه صلى الله عليه وسلم، في كل فترات الرسالة السماوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى