مقال

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع الإحتفالات بعيد رأس السنة ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإحتفالات بعيد رأس السنة، والإنجيل هو كتاب فيه هدى ونور، ومصدق لما بين يديه من التوراة، وفيه موعظة للمتقين، وفيه أحكام وشرائع من رب العالمين، وفيه بشارة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه ذكر بعض صفاته وصفات أصحابه صلى الله عليه وسلم، وفيه الحث على العبادة وعلى الجهاد بالنفس والمال، هكذا نعتقد في إنجيل عيسى عليه السلام، وإن الله عز وجل أيّد عيسى عليه السلام بمعجزات وآيات عظيمة، فقد كان زمانه زمان الطب، فجرت على يديه معجزات تناسب زمانه، فكلامه في المهد مع أمه ومع قومه، يُعد من معجزاته، وكان يخلق من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وكان يمسح على الأكمه وهو مَن ولد أعمى.

 

فيبرئه بإذن الله، وكان يمسح على الأبرص فيشفيه بإذن الله، وكان يحيي الموتى بإذن الله، وكان ينبئ الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ويتزامن نزول نبى الله عيسى عليه السلام مع خروج الدجال، فبعد أن يتحصن المسلمون بالمسجد الأقصى ينزل عيسى ابن مريم، وهم يريدون صلاة الفجر، ينزل واضعا كفيه على ملكين، فيصلي خلف المهدي، وهو إمام المسلمين وقتئذ، ثم يخرج، فإذا رآه الدجال هرب، حتى لا يجد ريح المسيح عيسى ابن مريم، فإنه لا ينبغي لكافر يجد ريحه إلا مات، فيتبعه عيسى عليه السلام ويقول إن لي فيك ضربة لن تسبقني، فيذوب كما يذوب الملح في الماء، فيدركه بباب لد فيقتله، فيفرح المسلمون بذلك، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله تعالى.

 

إلى نبيه عيسى عليه السلام إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فأحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ” وهم من كل حدب ينسلون” فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء، ويُحصر نبي الله عيسى وأصحابه، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم، ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا، لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض.

 

حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، يمكثون على ذلك أربعين سنة، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن، وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة، وتكون مدة بقاء المسيح بعد ذلك في الأرض أربعين سنة كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” فيمكث أي عيسى عليه السلام، أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون” رواه احمد.

 

وقال أبو هريرة رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى ” وإنه لعلم الساعة” قال ” خروج عيسى يمكث في الأرض أربعين سنة، تكون تلك الأربعون كأربع سنين، ويحج ويعتمر” وهكذا بعد أيام سيحل علينا عام ميلادى جديد، وهكذا تمر الأيام سريعا دون أن ندرى ولقد مضى عام من عمرنا، وكل منا يحتفي ويحتفل بذكرى ميلاده، وزيادة عام من عمره، والمتأمل المتبصر يعلم أنه قد نقص من عمره عام، نعم نقص من عمره عام، فقد يظن البعض أن عمره زاد عاما فالعام الماضي كنت أبلغ تسعا وثلاثين سنة، وهذا العام قد بلغت الأربعين فزاد عمري، نقول له لا، بل نقص عمرك يا مسكين وأنت فى غفلة ولا تدرى، ويقول بعضهم كيف يفرح؟ من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى