مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول وغزوة السويق “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع الرسول وغزوة السويق “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع الرسول وغزوة السويق، وقد كان استخلف عليها أبا لبابة الأنصاري، وأبو لبابة بن عبد المنذر هو صحابي من الأنصار من بني أمية بن زيد من الأوس، وقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة في غزوتي بدر والسويق، وشهد معه باقي المشاهد، وقيل أنه ممن تخلفوا عن غزوة تبوك، وندم على ذلك، فربط نفسه في سارية المسجد النبوي أياما إلى أن حله النبي صلى الله عليه وسلم بيده، وقد توفي أبو لبابة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقد اختلف المؤرخون والعلماء في اسم أبي لبابة وخلطوا بين شخصه ورفاعة بن عبد المنذر.

 

فقال ابن إسحاق وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو زرعة الرازي ومسلم بن الحجاج، أن أبو لبابة هو رفاعة، وقال موسى بن عقبة وابن هشام وخليفة بن خياط وابن شهاب الزهري أن اسمه بشير، وذهب الذين جزموا أنه رفاعة إلى أنه ممن شهدوا بيعة العقبة الثانية، وقال بعضهم أنه كان من النقباء الإثني عشر، ولما خرج المسلمون للقاء قريش يوم بدر، ردّ النبي صلى الله عليه وسلم، أبا لبابة أميرا على المدينة المنورة في غيابه، وضرب له بسهم بعد المعركة كمن شهدها، وكما استخلفه النبي أيضا على المدينة لما خرج إلى غزاة السويق، ثم شهد أبو لبابة مع النبي صلى الله عليه وسلم باقي غزواته، وكان أبو لبابة حامل راية بطون بني عمرو بن عوف يوم الفتح.

 

وتوفي أبو لبابة بن عبد المنذر في خلافة علي بن أبي طالب، وقيل بعد سنة خمسين من الهجرة، وقد خلف أبو لبابة من الولد السائب وأمه هى زينب بنت خذام بن خالد الأوسية، ولبابة التي تزوجها زيد بن الخطاب وأمها نسيبة بنت فضالة بن النعمان الأوسية، وكان بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، انضم إلى الجيش الذي كونه خالد بن الوليد وتوجه إلى حرب الردة باليمامة لمقاتلة مسيلمة الكذاب ثم إلى العراق والشام وفلسطين ومصر وحضر فتح دمشق وحرب اليرموك، ثم قدم إلى أفريقية وهى تونس حاليا، في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وظل بها إلى أن وافته المنية في عهد الامام علي بن أبي طالب عن سن تناهز ثمانين عاما في مكان يسمى وادي الغيران.

 

بجهة مارث ونقل جثمانه إلى ربوة أبي لبابة في مدينة قابس حيث يوجد مقامه الحالي، وأما موقع غزوة السويق فقد وقعت غزوة السويق طرف العريض، وفي غزوة السويق قيل أن المشركين بما فيهم أبو سفيان كان معهم الكثير من السويق والمتاع ومواد التموين، فتركوا الكثير من المتاع والسويق والتموين كي يسهل عليهم الفرار من المسلمين، ومما ألقوه جريب السويق، والسويق هو القمح والشعير المقلي ثم يُطحن ويأكل مع الماء أو السمن أو العسل والسمن أي أنهم ألقوا زادهم استعجالا للهرب، لذا اطلق على هذه الغزوة اسم غزوة السويق، وعندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام ومن معه من المسلمين، وجدوا السويق وأخذوه.

 

وكان من أهم الأسباب التي جعلت المسلمين، يغزون المشركين الذين استولوا على أموال المهاجرين عندما تركوا مكة، وكان عندما وصل أبو سفيان إلى المدينة ليلا، ونزل ضيفا عند يهود بني النضير الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة، وتوجه إلى زعيمهم حيي بن أخطب لكنه رفض استقباله وخاف من أن يفتح له لأنه يعلم أنه لم يأت إلا بشر، فنزل ضيفا على سلام بن مشكم سيدهم وصاحب كنزهم، وتشاور الرجلان في أمر المسلمين فعلم منه خبرهم، وأخبره بما يجري في المدينة المنورة من أحداثن وأخبره بحال المهاجرين والأنصار، خصوصا أنه يهودي واليهود لا أمان لهم، وكانت فى النهاية نتائج غزوة السويق.

 

هو بعد أن وصل المسلمون إلى المكان الذي كان فيه أبو سفيان ومن معه، لم يجدوهم، ولم يستطع المسلمون إدراك جيش قريش لأنهم كانوا قد ابتعدوا عن المكان، فعاد المسلمون إلى المدينة المنورة دون أن يحدث بينهم وبين المشركين أي قتال، وكان ذلك في العاشر من ذي الحجة، وكان فرار أبو سفيان ورجاله من المشركين خوفا من المسلمين، ولم يستطع المسلمون إدراكهم لأنهم كانوا قد ابتعدوا، وقد ترك المشركين السويق والمتاع والتموين وراءهم لأجل تسهيل فرارهم من المسلمين، وأخذ المسلمين السويق والمؤنة التي خلفها أبو سفيان بن حرب ورجاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى