مقال

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع يوشع بن نون عليه السلام ” جزء 4″

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع يوشع بن نون عليه السلام، ولما استقرت يد بني إسرائيل على القدس استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه، وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة، فكان مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة، وإن هناك آراء ترى أن النبى موسى عليه السلام، قتله قومه وبعد ذلك انتظروا ظهور المسيح الذى سينقذهم مما فعلوه، لكن الواضح أن الفراس سواح نفسه لا يرجح هذه الرأى، أما الذى قال بذلك فهو الباحث الألمانى “أرنست سيلين” ويقول أرنست سيلين، إن موسى مات مقتولا من شعبه والذى قتله هو من خلفه يوشع بن نون بعدما اصطحبه للجبل ليرى الله ولكنه عاد من دونه، وفى كتاب “موسى الإنسان وديانة التوحيد” للكاتب سيجموند فرويد يشير إلى مقولة “سيلين”

 

الذى يقول إن اليهود الذى وصفتهم التوراة كانوا عنيدين، لا يطيعون مشرعهم وزعيمهم، وتمردوا عليه آخر الأمر وقتلوه وطرحوا عنهم ديانة آتون التى فرضها عليهم كما فعل المصريون من قبلهم، وقيل أن النبى إليسع أو ذو الكفل، وإن البعض يعتقد أن اليسع، هو يوشع بن نون، وهو أحد أنبياء بنى إسرائيل المعروفين، وقد دخلت الألف واللام على اسمه كما أبدلت الشين بالسين، ودخلت الألف واللام على الاسم غير العربى وهذا اسم عبرى، أمر غير جديد، فمثلها مثل إسكندر التى تلفظ وتكتب بالعربية الإسكندر إذ هو نوع من التقريب، وقد روى الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما أن ذا الكفل هو يوشع بن نون‏، وفى رواية عن ابن عباس رضى الله عنهما قال‏ كان ذو الكفل من أولاد أيوب فأرسله الله تعالى داعيا إلى توحيده بالشام‏.

 

وإن يوشع بن نون عليه السلام نبي من الأنبياء الكرام، وقد جاء في البداية والنهاية لابن كثير، هو يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام، وأهل الكتاب يقولون هو يوشع بن عم نبى الله هود عليهما السلام، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم غير مصرح باسمه في قصة الخضر كما تقدم في قوله” وإذ قال موسى لفتاه” كما جاء فى سورة الكهف وقال ” فلما جاوزا قال لفتاه” وقد تم تقديم ما ثبت في الصحيح، من رواية أبي بن كعب رضي الله عنه، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من أنه يوشع بن نون، وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب، وبحسب موسوعة “اليهود واليهودية والصهيونية” للمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيرى، قد اقترن اسم هذا النبي الكريم في المعرفة التوراتية.

 

والثقافة الإسرائيلية بالقائد العسكري الصلب الذي استعمل جميع الأساليب المحظورة في سبيل تثبيت عرش دولة العبرانيين، كالحرق والهدم والابتزاز بالعاهرات ونحو ذلك مما نعتقد بطلان نسبته إليه، فالأنبياء في العقيدة الإسلامية معصومون من الوقوع فى كبائر الذنوب وخوارم المروءة، ومعلوم أن الكتب المحرفة التى فى أيدى اليهود تشتمل على الكثير جدا من الطعن المخزى فى رسل الله وأنبيائه الكرام، وحول نبى الله يوشع بن نون، أو يشوع بن نون فإنه وُلد فى مصر، وأرسله نبى الله موسى مع كالب ليتجسسا ويصوره العهد القديم باعتباره نبيا وقائدا عسكريا قاد القبائل العبرانية إلى أرض كنعان، واقتحمها حسب الرواية التوراتية بعد معارك ضارية مع العموريين والمؤابيين والفرزيين والكنعانيين والحيثيين والجرجاشيين والحوريين واليبوسيين.

 

فأحرقوا بعض مدنهم، وقتلوا رجالهم مستخدمين الوسائل كافة، ومن ذلك الخداع والتجسس عن طريق العاهرات، وذكر بن كثير أنه لم يخرج أحد من التيه، الذى عاقب الله به بنى إسرائيل بعد رفضهم لقتال القبائل الكنعانية التى كانت تسكن المدينة المقدسة فى فلسطين وكانت مدة التيه أربعين عاما وقد مات فيها نبى الله موسى عليه السلام، إلا اثنين، منهما يوشع بن نون عليه السلام، الذى قاد بنى إسرائيل لقتال الجبارين، وذكر ابن كثير أن يوشع كان الذى خرج ببنى إسرائيل من التيه، وقصد بهم بيت المقدس، فقال أهل التاريخ، إنه قطع ببنى إسرائيل نهر الأردن وانتهى إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن سورا وأعلاها قصورا، وأكثرها أهلا، فحاصرها ستة أشهر، ثم إنهم أحاطوا بها يوما وضربوا بالقرون يعنى الأبواق، وكبروا تكبيرة رجل واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى