مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 5”

نفحات إيمانية ومع الرسول في غزوة بني قريظة “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الرسول في غزوة بني قريظة، ويوم انسحاب الأحلاف، أخبر جبريل عليه السلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بأن يقاتل بني قريظة، وقد التزمت بنو قريظة حصونهم وتحمّلوا الحصار لمدة خمسة وعشرون يوما، وقد اقترح كعب بن أسعد ثلاث طرق للخروج من المأزق، وهو اعتناق الإسلام، أو الاستسلام، أو القتال، فلم تقبل بنو قريظة أي من هذه البدائل، وكان بدلا من ذلك طلبوا التشاور مع أبو لبابة، وهو أحد من حلفائهم من الأوس، وقد نصحهم أبو لبابة بالاستسلام شفقة بالنساء والأطفال، ولكنه أشار بيده نحو رقبته، مشيرا إلى أن المسلمين سيقومون بذبحهم، وفي صباح اليوم التالي، استسلم بنو قريظة فأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، جيشه بذبح رجال القبيلة.

 

وقد تمت مصادرة أملاكهم، في حين تم سبي النساء والأطفال، وقد استسلمت بنو قريظة بعدما حاصرهم المسلمين، ثم قام سعد بن معاذ بالحكم بالذبح على الرجال، وسبي النساء، بعدما وافق النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد كانت غزوة بني قريظة هى امتدادا لغزوة الأحزاب أو غزوة الخندق، حيث إن يهود بني قريظة كانوا يمثلون الطرف الثالث من الاتحاد العسكري الذي قام لسحق المسلمين والقضاء عليهم، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم، بلال بن رباح رضي الله عنه أن ينادي الجيش قائلا “من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ” وعندما عزم الرسول التحرك بجيشه أمر علي بن أبي طالب أن يحمل اللواء وأن يكون في مقدمة الجيش.

 

حتى يصل إلى ديار بني قريظة قبل وصول عامة الجيش، وعند وصوله غرز اللواء فعلمت قريظة أنها الحرب، وتقدمت كتائب الإسلام بقيادة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى أحاطت بمواقع بني قريظة وحاصرتها من كل مكان، وقامت القوات الإسلامية بوضع أيديها على كل مزارعهم الواقعة خارج حصونهم، وبعد حصار استمر أكثر من عشرين يوما بدأ اليهود يشعرون بالخوف والقلق الشديدين، وعرفوا أن المسلمين لن ينسحبوا إلا بالهجوم عليهم أو باستسلامهم، فقام اليهود بعدة محاولات للوصول إلى اتفاق مع المسلمين، ولكنها باتت بالفشل فلم يقبل المسلمون أيّا من اقتراحاتهم، وبدأ المسلمون يشعرون بالتعب، وذلك لأنهم بقوا في البرد والعراء طوال فترة الحصار.

 

فقرروا الهجوم وعندما تحركت الجيوش طلب اليهود الاستسلام دون قيد أو شرط، وكانت نتائج الغزوة هو أن قام المسلمون باعتقال رجال اليهود وقيدوهم، وقاموا بوضع النساء في معزل عن الرجال، وطُلب من سعد بن معاذ أن يحكم باليهود، فكان حكمه عليهم بأن يُقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم، وتقسم أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوقِ سبعِ سموات” ثم حفرت لهم خنادق في سوق المدينة، فكانوا يدفنوهم جماعات جماعات، فكانت تضرب أعناقهم في الخنادق جزاء ما ارتكبوه بحق المسلمين من الغدر والخيانة الكبرى، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد ” ما تراه يصنع بنا يأخذنا أفواجا أفواجا فقال لهم أفي كل موطن لا تعقلون، أما ترون الداعي لا ينزع والذاهب منكم لا يرجع هو والله القتل”

 

ووجد المسلمون في حصونهم ألفا وخمسمائة سيف، وألفين رمح، وثلاث مئة درع، وخمسمائة ترس، وتم توزيع الغنائم بين المسلمين، هكذا تم استئصال أفاعي الشر، والغدر، والخيانة الذين نقضوا العهد، وفي نهاية ذلك الحصار قذف الله الرعب في قلوب اليهود، فاستسلموا وخضعوا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنهم كان بإمكانهم المطاولة في الحصار، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهم أن يقيدوا، وقيدوا فعلا، فجاءت الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا محالفين لبني قريظة في الجاهلية، فقالوا‏‏ يا رسول الله، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا، فأحسن فيهم، فقال صلى الله عليه وسلم ” ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم “‏‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى