مقال

حتى لا ندفن رؤسنا في الرمال.

حتى لا ندفن رؤسنا في الرمال

بقلم حمادة غالى

إن ما حدث على الساحة الاليكترونيه خلال اليومين الماضيين بمركز ومدينة سيدى سالم له من العظة والعبرة ما دفعني لكتابة هذه السطور، وتحديداً ما أثير حول شكوى مستشفى السلامه الخاصة بسيدي سالم ضد زوج توفيت زوجته التي دفع من علاجها مبلغ ٧٠ الف جنيه، وتطالبه المستشفى بدفع أكثر من ٤٠٠ الف هى باقي تكلفة العلاج

 

وصال الجميع وجال، وتدافع الشباب والرجال والنساء والفتيات، كل أدلى بدلوه ما بين مؤيد لموقف المستشفى؛ باعتبار ذلك المبلغ دين معلق في رقبة الفقيدة، وما بين معارض؛ مستندا ومتشبثاً بحبال الإنسانية والرحمة، وكي لا يكون موت وخراب ديار

 

الكل تسابق في إظهار رأيه الشخصي بما يملك من أدلة الإقناع،

فمنهم من خرج في بث مباشر عبر منصة الفيسبوك،

ومنهم من كتب منشور يشرح رؤيته،

ومنهم من قام بالاتصال والتواصل مع إدارة المستشفى،

ومنهم من زار المستشفى وعرض التوسط لتقريب وجهات النظر،

ومنهم من تولى مشاركة المنشورات والبث الحي،

ومنهم من أظهر تفاعله وانفعاله داخل التعليقات المكتوبة،

ومنهم من دعا بصلاح الحال وانفراج الكربة؛ وذلك أضعف الإيمان..

 

في النهاية.. تمت تسوية الأزمة وذلك بعد خضوع إدارة المستشفى ونزولا على رغبة الجماهير والتفضل بالتنازل عن باقى المديونيه والتصالح في القضية..

 

ومن هنا ومن خلالكم أيتها الوجوه الطيبة أحب أن أشكر جميع الأطراف التي تدخلت ولو بالكلمة.. وجميع من ساهم ولو بالمشورة.. وجميع من استجاب لصوت العقل والضمير الإنساني.

 

ولضيق المكان، وحتى لا أنسى أحداً فإنني أتقدم بخالص الإحترام والتقدير للجميع، لاسيما الاستاذ الخلوق محمد لملوم والأخ الحبيب حسن عوده والاستاذ خليل السيد خليل وغيرهم الكثير من شباب المدينة الذين وقفوا وقفة رجل واحد داعين الله عز وجل أن يفرج الهم ويزيل الكرب، حتى زال بأمر الله

 

وأرى أن أهم ما خرجنا به من هذه التجربة المريرة نقطتين بالأساس:

أولا: علمتنا هذه التجربة بأن هذا البلد لا ولن يجد من يحنو عليه من مسؤل أو مشرع أو نائب، وأنه لن يحك جلدك مثل ظفرك فقم انت بجميع أمرك.. ولهذا فإننا نؤكد على احتياجنا لاتحاد شباب المدينة والتفافهم حول بعض، ووقوفهم صفا واحدا في السراء والضراء.

نحتاج تكاتفنا كتفا بكتف بجانب بعضنا البعض فإن الأيام دائرة بين الناس.

أشكر الشباب الذين لم يخذلونا ودعموا بما يملكون، ونتمنى دعمهم لملفات أخرى عامة سيتم طرحها ومناقشتها قريباً..

 

ثانيا: شكرا.. والشكر لا يكفي لمجلس إدارة مؤسسة مستشفى السلامه بسيدي سالم على الموقف الإنساني والإستجابة لنداء الرحمة وتجسيد رسالة الطب فى أروع صورها

ولكن من باب الود والمحبة فإن لنا فيهم ملامةً وعتاب، حيث -كما يعلم الجميع- أن مستشفى السلامه هي كيان مؤسسي كامل الأركان، ونعلم أن بها مديرين كُثر لإدارات كثيرة ومنها إدارة التنمية البشرية، فلماذا لماذا لا يوجد لديهم -إذا لم يكن لديهم- مديراً لإدارة العلاقات العامة والعلاقات الإنسانية؟؟

– لماذا لم تتصالح إدارة المستشفى مع زوج المتوفاة إلا بـشق الأنفس، وبعد تدخل الكثيرين والكثيرين؟؟

– لماذا لا توجد لديهم إدارة إنسانية رحيمة تدلي بدلوها وتعالج مثل هذه المواقف؟؟

– هل بالضرورة أن كل حالة تتعرض لمثل هذه الظروف يتوجب عليها أن تنادي بالرحمة على وسائل التواصل؟؟

– وهل كل حالة تعرضت لموقف شبيه لديها وسائل وسبل توصيل شكواها الي الشارع وإلى إدارة المستشفى مثل حالة اليوم؟؟؟

أتمنى أن تصل رسالتي هذه من أقرب الطرق إلى السادة المحترمون القائمون على مؤسسة مستشفى السلامه بسيدي سالم..

الراحمون يرحمهم الرحمن

وأكرر لكم شكري وتقديري وخالص مودتى

والسلام عليكم ورحمة الله

أخوكم حمادة غالى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى